توقع رئيس وفد حركة 'فتح' لمباحثات القاهرة عزام الأحمد الاربعاء أن تباشر الفصائل الفلسطينية حوارا وطنيا شاملا بالقاهرة في شهر آذار (مارس) المقبل لانهاء الانقسام الداخلي، رابطا ذلك باستمرار الاجواء الايجابية السائدة حاليا. ووجه الاحمد رسالة لحركة حماس قال فيها 'رسالتنا للاخوة في حماس هي كفى انقساما وتصرفوا بمسؤولية وطنية عالية ولا تعيشوا في أوهام.. هذه الممارسات ستعمق الجرح أكثر وستخلق آثارا بالنفس وربما تخلق حالا لا يمكن تحمله في المستقبل'.وتابع الاحمد: لمست أن القيادة المصرية معنية بإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني قبل نهاية شهر آذار (مارس) المقبل، وبخاصة أننا أمام استحقاقات في ظل وجود إدارة أميركية جديدة، وانتخابات إسرائيلية في 10 شباط (فبراير) المقبل، وحتى لا تبقى إسرائيل تظهر هي التي تريد لكن الفلسطينيين لا يريدون عملية السلام. وطالب الأحمد حركة حماس بعدم وضع معوقات واشتراطات مسبقة قبل بدء الحوار الوطني، مشددا على ضرورة ترك كل الأمور المختلف عليها لطاولة الحوار، وعدم وضع شروط تعجيزية تؤخر الحوار. وردا على اشتراط حماس وقف المفاوضات قبل البدء في الحوار، أجاب الأحمد 'المفاوضات متوقفة بطبيعتها، وليست بحاجة لشرط، وحماس لا ترفض التفاوض، كما أن وثيقة الوفاق الوطني التي أقرتها حماس وكل الفصائل والقوى نصت في البندين الرابع والسابع على أن المفاوضات من اختصاص رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة ليست طرفا في المفاوضات وغير مخولة في هذا الملف'. وحث الأحمد، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) 'حركة حماس على وقف الاعتداءات على عناصر فتح في قطاع غزة وعناصر قوى وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية لتهيئة الأجواء للحوار الوطني وإنهاء حالة الانقسام الراهنة'. وأثنى الاحمد على المبادرة اليمنية الجديدة التي قدمت لمجلس جامعة الدول العربية الاثنين موضحا أن السلطة الوطنية وحركة فتح ترحبان بهذه المبادرة، مضيفا أن كل المبادرات التي طرحت من أية جهة كانت لا تختلف عن بعضها البعض، والتباين فقط كان في آليات التنفيذ. وتابع: نحن أيدنا المبادرة اليمنية، والمهم أنها لا تتعارض مع الجهد المصري، بل مكملة له، واليمن لا تطرح نفسها بأنها ستتولى المهمة، حتى من اقترحتهم قالت إنهم يساعدون مصر، وبالتالي فإن اليمن ما زالت ملتزمة بقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الذي قرر تكليف مصر بمتابعة ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء العدوان على قطاع غزة. وردا على سؤال حول طبيعة اللقاء الذي نظمه وفد حركة فتح مع القيادي في حركة حماس جمال أبو هاشم، أوضح الاحمد أنه كان لقاء مهما، وقصد منه التشاور، وخلق لغة مشتركة وفتح آفاق للحوار الوطني لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني. وقال: نحن لدينا قرار بأن نبدأ لنذلل العقبات، لكي لا تبقى حماس بعيدة عن أجواء الحوار الحقيقي، ونعتقد أن هذا الأسلوب الذي باشرنا به قبل حوالي شهر ذو مردود إيجابي في خلق نفسيات إيجابية مواتية للانطلاق بالحوار، وتذليل العقبات أمام المبادرة المصرية، ومن هنا اتفقنا على التواصل والاستمرار في الاتصال، وقد تعقد لقاءات ثنائية لتذليل العقبات أمام بدء الحوار. وأكد الاحمد ان حركة فتح معنية بإنهاء حالة الانقسام وتدفع دائما لإنجاحه، وذكر أن حركته وجميع الفصائل كانت موافقة على الورقة المصرية التي بموجبها كان يفترض التوجه للحوار الشامل بالقاهرة في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأن الجهة التي اعتذرت عن المشاركة واختلقت الذرائع هي حركة حماس.