بقلم: محمد عدنان الهروس منذ أيام قليلة، ركبت سيارة أجرة كبيرة. في المقعد الأمامي كان هناك رجل و طفل يتكلمان و يتمازحان في تناغم، أب و إبن؟؟ ربما... أثار انتباهي كم القٌبل الغير عادي، على الأقل في مجتمعنا حيث تعد ضحكات الأب في المنزل نادرة و قليلة . أخرج الرجل من جيبه ورقة من فئة عشرين درهم و دفع أجرة مقعدين. بعد حوالي خمس دقائق و بعد أن تحركت سيارة الأجرة نزل علي سؤاله للطفل كالصاعقة، ما اسمك..؟؟ أجابه الطفل.... ثم بدأت نظراتي من الخلف و نظرات صاحب سيارة الأجرة مصطفى الكوكاني تثير الهلع في وجه الرجل الذي حول حواره إلى حوار ديني حول من يقول ما لا يفعل و من يأمرون الناس بالبر و ينسون أنفسهم، ابتعدت المسافة بينهما، كلمه السائق بلهجة حادة و هو يتكلم عن الغير في إسقاط مباشر عليه. كان المشوار قصير و نزلنا سريعا، فعاد الرجل للطفل مرة أخرى يساله إن كانا يقصدان نفس الطريق و فعلا قصداها فقررت أن أتبعهما ، بعد ذلك توادعا بقبل أخيرة ثم بقيت لوهلة في حيرة من أمري أأراقب الطفل أم الرجل. أخير قررت أن أكلم الطفل بعد أن ناديته باسمه و نبهته مرارا و تكرارا ألا يدع غريبا يلمسه مهما كان السبب، و خصوصا تقبيله. شكرني الطفل بأدب ثم ذهب لحاله بعد أن تركني مندهشا أفكر في أطفالنا و مستقبلهم. هل سيجدون يوما شخصا غريبا يعتدي عليهم؟؟ أو شخصا آخر غريبا يدافع عنهم؟؟ هل سيتذكر الطفل هذا الموقف؟؟ أم سيكون ضحية لبيدوفيل محتمل لا يرحم؟؟ ألف سؤال و سؤال ظل في ذهني خصوصا عندما كلمت الأم ابنها في الهاتف و نحن في سيارة الأجرة لتطمإن على فلذة كبدها و هي تظن أنا هكذا قد قامت بما عليها أن تقوم به تاركة ابنها ذي العشر سنوات أو أقل وحيدا في سيارة أجرة.