بعض الصحف المغربية تناقلت أخبارا عن شغب قاده شباب ملتحون في مدينة طنجة التي شارك فيها الفيلم في مهرجان طنجة السينمائي، و تم الإعلان عن عرضه بداية من شهر يناير المقبل في دور السينما المغربية، مما أثار غضب الاسلاميين الذين حسب الصحافة المغربية أغلبهم لم يشاهد الفيلم بل حكموا عليه بالفسوق دون أن يشاهدوه". الفيلم الذي يتناول الواقع الحالي في عرضه للعلاقات الاجتماعية الإنسانية تلعب البطولة فيه امرأة محجبة تقع في حب شخص يعدها بالزواج، تجمعهما علاقات حميمة وسرعان ما تكتشف أنه يتلاعب بها بعد أن صارت حاملا منه، وهي الصورة الواقعية لمجتمع مبني على الكثير من التناقضات حسب المخرج المغربي الذي حاول نقل الواقع سينمائيا، لأن العلاقات الإنسانية صارت مليئة بالتخاذل، ولأن الحب لا يقتصر على المرأة التي لا تلبس الحجاب، بل المرأة المحجبة كائن حي لديه مشاعر و أحلام ورغبات جنسية ككل الناس، كما أن الفيلم يتناول الوضع الاجتماعي المعيشي إزاء البطالة و ما تسببه من انحرافات وعدوانية شديدة و ضغينة بين الناس. و يذهب المخرج المغربي إلى أبعد من هذا عندما يرصد عبر شخصية الطبيبة (البطلة الرئيسية في الفيلم) أن العديد من النساء يرتدين الحجاب ليس عن قناعة دينية بالضرورة، بل بحثا عن رجل، لأن أغلب الرجال يشترطون امرأة محجبة ليس عن قناعة دينية، بل لأن المحجبة أكثر قابلية على الخضوع من غيرها! الفيلم بهذا يعري الكثير من التناقضات التي يحملها الرجل نفسه في نظره إلى الفحولة التي يراها "حرية مطلقة" بحيث أنه يحاول الحصول على أكثر من امرأة لأنه فحل، و كل امرأة سيعدها بالزواج لأن كل النساء يردن الزواج والبيت والأطفال، ولهذا فهو يستطيع أن يتحايل على كل واحدة و يجعلها تظن أنه سيتزوجها، فهو الرجل الذي تريده المرأة، ولا يهمها أن يكون سفيها أو مجرما أو ألعوبا طالما سيتزوجها، أي سوف ينتشلها من شبح العنوسة! كل هذه المشاهد الواضحة والإيحاءات المنتقاة من المجتمع بأسلوب جريء ومباشر أغضب الاسلاميين الذين رفضوا عرض الفيلم في دور السينما بحجة أنه يدعو إلى "العهر" لا لشيء سوى لأن البطلة في الفيلم ترتدي الحجاب، حسبما تقول صحيفة " المسار".