عرفت قاعة «ميغاراما» حضورا جماهيريا مكثفا، بمناسبة العرض ما قبل الأول للفيلم المغربي «حجاب الحب» لمخرجه عزيز السالمي. وكان الفيلم أثار الكثير من الجدل خلال عرضه في مهرجاني مراكش وطنجة، أخيرا، رغم حصوله على جائزتي السيناريو وثاني أحسن أداء. ويعتبر «حجاب الحب»، الذي سيجري عرضه في القاعات السينمائية الوطنية ابتداء من 28 ينايرالجاري، أول تجربة سينمائية للسالمي في جنس الفيلم الطويل، وهو من بطولة الممثلة الفرنسية من أصل جزائري، حياة بلحلوفي، ويونس ميكري والسعدية لاديب، ونورا السقالي، وهدى صدقي ونجاة خير الله، وعزيز الحطاب، ومليكة العمري، والعديد من الممثلين المغاربة. وفي إطار حديثه عن الفيلم، قال المخرج عزيز السالمي، «إن «حجاب الحب» يصور واقع خمس نساء لكل واحدة منهن موقفها الخاص من الحجاب، يتحدث عن الحياة اليومية للنساء والمشاكل اليومية التي يعشنها. وأضاف في تصريح أورده موقع « هبة برس»:«طرحت موضوعا حاضرا في مجتمعنا، وهو معاناة فتاة تائهة بين الحداثة والمحافظة، بين احترام القيم الدينية والغرق في الحب». وبخصوص الضجة التي أثيرت حول الفيلم من طرف بعض الإسلاميين، وبعض الصحف الجزائرية، لتوظيفه الحجاب بطريقة تسيء إلى الإسلام، وإلى الجزائر باعتبار بطلة الفيلم جزائرية، أصر السالمي على أنه لا داعي لوجود معارضة لفيلمه، قائلا إنه لا يسيء لأحد. وأضاف أن حياة بلحلوفي ترتدي الحجاب، خلال شهر رمضان الكريم «كما هو حال غالبية النساء العربيات»، مضيفا « لم أقصد في فيلمي النساء المتدينات المحجبات، لكنني أردت من خلال الفيلم إثارة نقاش حول التناقضات التي يعرفها المجتمع المغربي بين الأصالة والمعاصرة، ولم أقم إلا بإثارة التساؤلات التي يمكن أن تطرح حول موضوع الحجاب، وحول توظيفه من طرف بعض النساء لغاية ما ، دون المس بالمحجبات عن قناعة». وبخصوص المشاهد التي تتضمن القبلات واللقاءات الحميمية، قال السالمي إنه اقتبسها من الواقع، مؤكدا أنه عندما كان يحضر للفيلم، لم يتوان عن التجول في منتزهات المدينة، حيث شاهد فتيات محجبات، يتبادلن القبلات مع أصدقائهن في أوضاع أكثر حميمية»، مشيرا إلى أنه لم يقم سوى بنقل ممارسات اجتماعية موجودة ومتفشية في المجتمع. وأضاف السالمي، إنه يستغرب من موجات النقد التي تعرض لها الفيلم، خصوصا من أشخاص لم يروه، لأنه مازال لم يعرض في القاعات السينمائية قبل اليوم، باستثناء عرضي مهرجاني مراكش وطنجة، مشيرا أن حياة بلحلوفي ممثلة فرنسية، محترفة لم يرغمها أحد على المشاركة في فيلمه، ولو لم تكن مقتنعة بالدور لما وافقت على أدائه.