ترميم القاعات السينمائية إذا لم يتماش مع سياسة المدينة من أجل خلق فضاء لاستقطاب مختلف الأنشطة الثقافية والسينمائية والمسرحية فلن تعرف المدينة إي إقبال من طرف الجمهور.عاد المخرج عزيز السالمي من فرنسا, بعد أن شارك بفيلمه "حجاب الحب" في مهرجان الفيلم العربي بفاميك (شمال - شرق فرنسا), الذي اختتمت, أخيرا, فعالياته. وقال السالمي إن فيلمه "حجاب الحب" نال جائزة الجمهور, مشيرا إلى أنه جرى اختيار ثلاثة أفلام مغربية إلى جانب فيلمه, لتعرض في الدورة العشرين لهذا المهرجان, ويتعلق الأمر بفيلم "كازانيغرا" لنور الدين الخماري و"عقلتي على عادل", لمحمد زين الدين, و"نامبر وان" لزكية الطاهري. وتسعى هذه التظاهرة إلى التعريف بثقافة البلدان العربية, على الخصوص, من خلال إنتاجاتها السينمائية, وتنظيم ندوات ومعارض وحفلات. ويعد المهرجان الذي عرض منذ إحداثه أزيد من420 فيلما, من بين التظاهرات الثقافية الأكثر تمثيلية للغنى السينمائي للبلدان والمؤلفين العرب بفرنسا. وشهد المهرجان مشاركة كل من مصر, وتونس, والجزائر, والأردن, والعراق وسورية, ولبنان, وفلسطين. كما أبرز السالمي أنه شارك أيضا بفيلمه الأخير في مهرجان بنيس الفرنسية, إلى جانب عدد من الأفلام المغربية والعربية. وعن جديده التلفزيوني, كشف عزيز السالمي أنه ينتظر خروج فيلمه التلفزيوني "بنت الشيخة" إلى النور, إذ أنه يجهل وقت عرضه على القناة الأولى. وقال إن "بنت الشيخة" يتحدث عن قصة فتاة تحاول أن تخبئ ماضيها, لأن والدتها كانت تعمل شيخة, وكانت الفتاة تعتبر هذا العمل عارا, حتى أنها عندما تتزوج تحرص على عدم إخبار زوجها بهذا الماضي. لكن تشاء الظروف أن يطتشف زوجها الخبر, من قبل فتاة كانت ترغب أن يكون شريك عمرها, وانتقاما منها قررت أن تخبره بالحقيقة, لتتوالى الأحداث في قالب مأساوي يجمع بين الحزن والأسى. يشارك في الفيلم الذي يخرجه عزيز السالمي, كل من هدى صدقي, والسعدية لديب, ويوسف الجندي, وبدري منصور. ويرى المخرج المغربي أن السينما المغربية بخير من حيث عدد الأفلام, فالإنتاج السينمائي في تصاعد مستفيدا من الدعم, لكن من جانب الإقبال, يبرز أن هناك غياب الجمهور, في ظل قلة القاعات السينمائية, وهيمنة القرصنة, إلى جانب الفضائيات, التي تدخل على المشاهد أجود الأفلام إلى بيته, دون أن يتكبد عناء التنقل من بيته إلى القاعات السينمائية. وأبرز السالمي أن "ترميم القاعات السينمائية, غير كاف, إذ أن المدينة يجب أن تعيد النظر في أحيائها, مشددا على دور المسؤولين في الاهتمام بالأحياء, من حيث الإنارة, أو الحراسة, لأن المواطن أصبح يخاف على نفسه أن يقتحم بعض الأزقة, التي تفتقد الإنارة وأبسط شروط الأمان. حتى إذا أعدنا ترميم القاعات السينمائية, فإذا لم نهتم بالحي الذي توجد فيه هذه القاعات, فلن تعرف إقبالا نهائيا رغم روعة العمل السينمائي ونجاحه". واستشهد السالمي بتنظيم بعض المهرجانات, التي تعرف إضاءة قوية في شوارع المدينة, مثل مهرجان طنجة, حيث يشعر المواطن أثناء تجوله في الشوارع وكأن الجو نهارا, لكثرة الإضاءة, ما يبعث بداخله الاطمئنان. وأوضح أن ترميم القاعات السينمائية إذا لم يتماش مع سياسة المدينة, من أجل خلق فضاء لاستقطاب مختلف الأنشطة الثقافية والسينمائية والمسرحية, فلن تعرف المدينة إي إقبال من طرف الجمهور. وبخصوص التلفزيون, كشف عزيز السالمي أن التلفزيون المغربي يشهد فترة ميلان, رغم الإنتاجات المتواصلة, لأنه يعتقد أن التلفزيون في حاجة إلى مهنيين يسيرونه لا إداريين. لأن أهل الإدارة للإدارة فقط, ويجب أن يتركوا أمور الإنتاج التلفزيوني للمتخصصين في الميدان, قائلا "رغم الإنتاجات التلفزيونية, إلا أن مستقبل التلفزيون المغربي لا يبشر بالخير. نحتاج إلى إعادة النظر في هذا الميدان. نحتاج إلى مهنيين لهم بعد ثقافي". يشار إلى أن للمخرج عزيز السالمي أفلاما قصيرةمنها "سبقت رؤيته" و"على جناح السلامة" و"عايدة". وبالنسبة للقناة الثانية له فيلمان تلفزيونيان قصيران، وهما "أسرار صغيرة" و"معطف أبي". وفي مجال السينما, أخرج السالمي أول فيلم سينمائي مطول وهو "حجاب الحب", الذي خلف ضجة إعلامية واسعة, وشارك به في العديد من المهرجانات الوطنية والعربية والدولية. ويعكف حاليا على كتابة فيلمه الجديد, الذي لم يفصح عن تفاصيله.