عبر المخرج المغربي، عزيز السالمي، عن سعادته، بفوز فيلمه "حجاب الحب" بالجائزة الخاصة، إذ وصفته اللجنة ب "أحسن تعبير فني، خلال الدورة الخامسة عشرة لمهرجان سينما المتوسط بروما "ميد فيلم 2009".وأوضح السالمي أن هذه التظاهرة السينمائية، التي كان فيها المغرب وفرنسا ضيفي شرف، شهدت منافسة بين أربع مجموعات، متمثلة في الأفلام الإيطالية، والأفلام الدولية، والأفلام القصيرة، إلى جانب الأفلام الممولة من قبل مؤسسة خاصة، مشيرا إلى أن فيلمه "حجاب الحب" نافس فيلما دوليا نال جوائز قيمة، وكان الكل يرتقب أن يكون الفائز، إلا أنه في الأخير أعلنت اللجنة المنظمة عن فوز "حجاب الحب" بالجائزة الخاصة، خلال هذه الدورة، التي عرفت حضور وفد مغربي مهم، والتي شكلت فضاء للتواصل بين سينمائيين بارزين من حوض البحر الأبيض المتوسط ، إذ حضر العديد من السينمائيين والفنانين والمثقفين والمسؤولين عن قطاع السينما، والموزعين، وأصحاب القاعات السينمائية والصحافيين في المهرجان. وتبارى 11 شريطا طويلا في المسابقة الرسمية على جائزة "أمور إي بسيكي"، منها الشريط المغربي "حجاب الحب" لمخرجه عزيز السالمي، فضلا عن أشرطة أخرى مثل "ميلودراما حبيبي" لهاني طمبا (لبنان)، و"أوزاك احتمال" لمحمود فاضل كوسكان (تركيا)، وفيلم "أندير" لروبيرطو كاستون (إسبانيا)، و"إييز وايد أوبن" لحاييم طاباكمان (إسرائيل)، و"كود مورنينغ أمان" لكلاوديو نوص (إيطاليا). كما تبارت أشرطة "أثانازيا" لبانوف كاركنفاتوس (اليونان)، و"إيغواس ميل" لإيفو فيريرا (البرتغال)، و"الدواحة" لرجاء عماري (تونس)، و"لا جورني دو لا جوب" لجان- بول ليلينفيلد (فرنسا) و"لندن رايفر" للفرنسي - الجزائري رشيد بوشارب. من جهة أخرى، تنافس أحد عشر شريطا روائيا للحصول على الجائزة الأوروبية "أوريماج"، فيما تنافس خمسة آخرون على جائزة "إيطاليا في السينما". وشارك فيلمان مغربيان قصيران في المنافسة على الجائزة الدولية "ميطيكسيس"، ويتعلق الأمر ب "الطقس" لعلاء الدين الجم، و"ما وراء النظرات" لمولاي أحمد العشري. وتميز افتتاح هذه الدورة بعرض شريط "السفر الكبير" لإسماعيل فروخي، الذي حصل سنة 2004 على جائزة "أسد المستقبل " في مهرجان السينما بالبندقية. وتميزت الجلسة الافتتاحية بتسليم جائزة "كواني" لسنة 2009 للكاتب الطاهر بنجلون ل "مساهمته في ثقافة السلام والتقريب ما بين شعوب شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، من خلال أعماله الشهيرة، وكذا من خلال كتاباته المتعددة، المتعلقة بالهجرة والدين والعنصرية". كما تضمن برنامج الدورة الحالية ل"ميد فيلم" نظرة استعادية للسينما المغربية الحديثة، إذ جرى عرض تسعة أفلام طويلة وثلاثة أفلام وثائقية وستة أفلام قصيرة. وكان المخرج عزيز السالمي شارك، أخيرا، في فرنسا بفيلمه "حجاب الحب" في مهرجان الفيلم العربي بفاميك، ونال جائزة الجمهور، مشيرا إلى أنه جرى اختيار ثلاثة أفلام مغربية إلى جانب فيلمه، لتعرض في الدورة العشرين لهذا المهرجان، ويتعلق الأمر بفيلم "كازانيغرا" لنور الدين الخماري، و"عقلتي على عادل"، لمحمد زين الدين، و"نامبر وان" لزكية الطاهري. أبرز السالمي أنه شارك، أيضا، بفيلمه الأخير في مهرجان بنيس الفرنسية، إلى جانب عدد من الأفلام المغربية والعربية. وفي السياق نفسه، نال "حجاب الحب" أيضا جائزة السيناريو، خلال المهرجان الوطني للسينما بطنجة، وجائزة ثاني أحسن دور نسائي، حصلت عليها زوجته السعدية لديب، إلى جانب فوزه بجائزة في مهرجان بتونس . وكشف السالمي أن المهرجانات ظاهرة صحية، متمنيا أن تحصد أفلامه جوائز قيمة في كل مناسبة يشارك فيها، سواء كانت وطنية أو دولية. وأشار في هذا الصدد إلى أن الأفلام المغربية أضحت لها مكانة كبيرة في الوسط السينمائي العربي والدولي، عكس ما كان يقال إن عامل اللهجة كان يعيق انتشارها، قائلا "كثرة الجوائز التي تحصدها الأفلام المغربية في التظاهرات السينمائية، دليل على أن اللهجة لم تكن يوما عائقا أمام انتشار الإنتاجات المغربية. ف "حجاب الحب" مثلا، تلته ضجة إعلامية كبيرة، منذ عرضه الأول، لكن فوجئت في فرنسا أنه شهد حضورا متميزا فاق متابعة الأفلام الأخرى، التي كانت مبرمجة، وامتلأت القاعة عن آخرها". وعن الإنتاجات السينمائية المغربية، أكد السالمي أن الأفلام المغربية مطلوبة، رغم قلتها، مستشهدا بالإنتاجات الدولية، "فرنسا تنتج ما بين 200 و 250 فيلما سنويا، يجري اختيار 50 منها للمسابقات الدولية، ويمرر بعضها للمشاركة في المهرجانات القصيرة، والباقي يخصص للتلفزيون. في حين أن المغرب ينتج 15 فيلما في السنة، تعرض 6 منها في المهرجانات الدولية، ما يدل على أن نصفها يلقى إقبالا". ويرى المخرج المغربي أن السينما المغربية بخير من حيث عدد الأفلام، فالإنتاج السينمائي في تصاعد، مستفيدا من الدعم، لكن من جانب الإقبال، يبرز أن هناك غياب الجمهور، في ظل قلة القاعات السينمائية، وهيمنة القرصنة، إلى جانب الفضائيات، التي تدخل على المشاهد أجود الأفلام إلى بيته، دون أن يتكبد عناء التنقل من بيته إلى القاعات السينمائية. يشار إلى أن للمخرج عزيز السالمي أفلاما قصيرة، منها "سبقت رؤيته" و"على جناح السلامة" و"عايدة". وبالنسبة للقناة الثانية فله فيلمان تلفزيونيان قصيران، هما "أسرار صغيرة" و"معطف أبي". وفي مجال السينما، أخرج السالمي أول فيلم سينمائي مطول وهو "حجاب الحب"، الذي خلف ضجة إعلامية واسعة، وشارك به في العديد من المهرجانات الوطنية والعربية والدولية. ويعكف حاليا على كتابة فيلمه الجديد، الذي لم يفصح عن تفاصيله.