انطلقت، مطلع الشهر الجاري، بتونس، أسابيع الفيلم الأوروبي، التي أضحت موعدا سنويا لعشاق الفن السابع، من خلال عرض أجود الأفلام الأوروبية، الفائزة بجوائز عالمية، في إطار مد الجسور وتفعيل الشراكة الفنية والثقافية بين دول الاتحاد الأوروبي والمغرب العربي.مشهد من فيلم كازانيكرا وتتميز هذه الدورة، التي تستمر فعالياتها إلى غاية السادس من يناير المقبل، بمشاركة المغرب بفيلم "كازانيكرا"، و الجزائر بفيلم "مسخرات"، لأول مرة منذ انطلاق هذه التظاهرة سنة 1993. وأوضح أندريانيس كوتسنرويجتار ممثل البعثة الأوروبية في تونس، خلال حفل الافتتاح أن "التظاهرة تشكل مناسبة لإبراز التنوع الثقافي بين ضفتي المتوسط" مؤكدا أن "مشاركة الجزائر والمغرب لأول مرة تعطي للدورة الحالية صبغة أورو- مغاربية". وأكد أندريانيس أن أسابيع الفيلم الأوروبي تهدف إلى التعريف بالسينما الأوروبية بتعدديتها وجودتها، إذ ستشهد هذه الدورة عرض أفلام قيمة، حازت جوائز عالمية في مختلف المهرجانات الدولية. ويشارك المغرب لأول مرة في هذه التظاهرة، التي تستمر ثمانية عشر يوما وتشمل أيضا، مدنا تونسية متاخمة للعاصمة، بالفيلم المغربي الأكثر تتويجا "كازانيكرا" في تاريخ السينما المغربية، للمخرج نور الدين لخماري. وانتزع "كازا نيكرا"، الذي أنتج أواخر سنة 2008، أخيرا ثلاث جوائز جديدة، بداية الشهر المنصرم، ويتعلق الأمر بجائزتي أحسن إخراج للمخرج نور الدين لخماري، وأحسن تشخيص للممثلين عمر لطفي وأنس الباز، مناصفة في المسابقة الرسمية للدورة 36 للمهرجان الدولي للفيلم المستقل ببروكسيل، والجائزة البرونزية لمهرجان دمشق السينمائي، ليحقق أزيد من 15 جائزة، منها جائزة أحسن إخراج في اختتام الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم العربي، الذي احتضنته وهران من 23 إلى 29 يوليوز المنصرم، إضافة إلى جائزة العمل الأول، التي تمنحها شبكة راديو وتليفزيون العرب "إيه.آر.تي"، في الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي، بمدينة روتردام الهولندية. كما حصد ست جوائز، خلال أسبوع واحد فقط، السنة الفارطة، لجرأته وجودة صنعه، منها جائزتا أفضل تصوير للوكا كواسين، وأفضل أداء للممثلين الصاعدين أنس الباز وعمر لطفي، في مسابقة المهر الذهبي للإبداع السينمائي العربي، لفئة الأفلام الروائية الطويلة، خلال فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي، وثلاث جوائز في الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تمثلت في جائزة أحسن دور رجالي، للممثلين أنس الباز وعمر لطفي، وجائزة ثاني أحسن دور رجالي، للكوميدي المخضرم محمد بنبراهيم، وجائزة الصوت لأوكوستوس كولور، فضلا عن جائزة النقاد والصحافيين بطنجة. فيما تشارك الجزائر أيضا، بفيلم "مسخرات" للمخرج إلياس سالم، الحائز على عدة جوائز دولية أهمها الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم العربي التاسع بمدينة روتردام الهولندية. وتشارك تونس بأكثر من عشرة أفلام طويلة وقصيرة في المهرجان من بينها "الدويخة" للتونسية رجاء عماري، الذي جرى عرضه للمرة الأولى في سبتمبر الماضي، ضمن تظاهرة "آفاق" في مهرجان البندقية، وتدور أحداثه حول أسرار النساء في عالم مغلق. و"الصندوق السحري" لرضا الباهي، و"شطر محبة" لكلثوم برناز، حول المرأة والشريعة والميراث. وتشكل هذه التظاهرة السنوية فرصة للتونسيين لمشاهدة إنتاجات أوروبية جيدة، متوجة بجوائز من أهم المهرجانات العالمية، لا توفرها عادة الصالات التجارية القليلة في تونس، التي تركز على إنتاجات هوليوود. ويتضمن المهرجان أكثر من أربعين فيلما روائيا تمثل 18 دولة، هي فرنسا، والبرتغال، وألمانيا، وإسبانيا، وفنلندا، وهولندا، وايطاليا، واليونان، وبولندا، وبلغاريا، ومالطا، والمجر، وانجلترا، وتشيكيا، وبلجيكا، بلغتيها الفلامنكية والفرنسية . كما يتضمن، البرنامج قسما للأفلام الموجهة للأطفال، من بينها الفيلم الإسباني "رحلة سعيد" والفرنسي "ملكة الشمس" و الإيطالي "مغامرات بونوكيو". ويمنح المهرجان للعام الثاني على التوالي "جائزة الجمهور" لأحسن فيلم طويل وقصير من تونس، التي تقام فيها التظاهرة منذ سنة 1993 "بهدف مد الجسور بين ضفتي المتوسط ودعم التبادل الثقافي الأورو مغاربي". كما سيشهد المهرجان، مائدة مستديرة حول "آفاق تطور السيناريو بين أوروبا وجنوب المتوسط"، يديرها المخرج التونسي إبراهيم لطيف، الذي نال فيلمه "سيني تشيتا" العام الماضي، "جائزة الجمهور" لأفضل فيلم، بمشاركة منتجين ومخرجين سينمائيين وممثلين من أوروبا والعالم العربي. وتعتبر أسابيع الفيلم الأوروبي، التي تسهر على تنظيمها مفوضية اللجنة الأوروبية في دول المغرب العربي، خصوصا المغرب الذي احتضن أول دورة سنة 1991، أحد أهم الجسور الثقافية التي تعكس قوة العلاقات الأورومتوسطية. وكانت آخر دورة من أسابيع الفيلم الأوروبي، التي تنظمها مفوضية اللجنة الأوروبية بتعاون مع السفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبشراكة مع وزارة الاتصال ووزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي، انطلقت من مدينة تطوان من 22 إلى 31 يناير 2009، بسينما أفينيذا، لتنتقل إلى الرباط من 24 يناير إلى 02 فبراير 2009 بمسرح محمد الخامس، وتحط الرحال بسينما لانكس بالدارالبيضاء، ثم تختتم فعالياتها بسينما كوليزي بمراكش من 28 يناير إلى 05 فبراير 2009.