قال إنيكو لاندابورو، السفير رئيس مفوضية اللجنة الأوروبية بالرباط، إن الدورة التاسعة عشرة لأسابيع الفيلم الأوروبي، التي تنظم فعالياتها من 28 يناير الجاري إلى 12 فبراير المقبل، تتميز بجودة عالية، لأنها تضم أجود الإنتاجات السينمائية الأوروبية خلال السنة الماضية. وتجوب قافلة هذه الدورة أربع مدن مغربية، عبر سينما "أفينيدا" بتطوان، وسينما "كوليزي" بمراكش، والمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، وسينما "لانكس"، بالدارالبيضاء. وأضاف لاندابورو، في تصريح ل"المغربية"، أنه، إلى جانب الاتفاقيات والتعاون على المستوى السياسي والاقتصادي، التي "تعتبر أساسية لفتح آفاق العمل المتبادل بين الضفتين، نرغب في إبراز قدراتنا على التعاون بين الشعوب، والتقريب بينها". وأوضح "سنعرف الجمهور المغربي، خلال هذه التظاهرة الفنية، على إبداعاتنا الفنية، وهي، برأيي، الطريقة الأمثل لفهم كل واحد منا للآخر، فالثقافة هي الجسر، الذي يربط بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. إنه مهم أن يتعرف الشعب المغربي أكثر على الأوروبيين، والعكس بالعكس، في إطار الاحترام التام لثقافة كل جانب، لأنها الطريقة المثلى لتوطيد علاقات الصداقة المستمرة بين الضفتين". وأشار لاندابورو إلى أن مندوبية الاتحاد الأوروبي، التي ترأسها إسبانيا هذه السنة، بتعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد، استطاعت أن تجلب تنوعا إبداعيا فنيا، إذ اختيرت أعمال سينمائية لهذه التظاهرة، نالت جوائز قيمة في مهرجانات دولية. وقال "بصفتي سفيرا، أنا سعيد ومرتاح جدا، لأنني استطعت أن أهدي للجمهور المغربي باقة من أجود الأعمال السينمائية الأوروبية". واعتبر الدبلوماسي الأوروبي أن هذه الدورة، مقارنة مع سابقاتها، تتميز بالتنوع في اختيار الأفلام، لأن الاتحاد الأوروبي يضم مجموعة من الدول ذات الثقافات المختلفة، والقدرة العالية على التعبير والتنوع اللغوي، مشيرا إلى أن التعبير اللغوي للمخرج الإسباني، بيدرو ألمودوفار، يختلف تماما عن الفيلم الألماني، ذي الإخراج التركي. وقال إن هناك "اختلافا في الرؤية، لكن هناك تقارب على مستوى القيم الأوروبية، المتمثلة في الاحترام، والتسامح، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، ما يجعل أوروبا قريبة جدا من هذه القضايا الإنسانية، التي تطرحها، من خلال أعمال سينمائية فنية، معبر عنها بحرية فنية، ومن خلال الحالات المعيشة في كل دولة من الاتحاد". وأوضح أن هذه التظاهرة الفنية أضحت موعدا سنويا لعشاق الفن السابع، من خلال عرض أجود الأفلام الأوروبية بمختلف المدن المغربية، في إطار مد الجسور، وتفعيل الشراكة الفنية والثقافية بين دول الاتحاد الأوروبي والمغرب، التي "تشكل مناسبة لإبراز التنوع الثقافي بين ضفتي المتوسط". وتجمع الأفلام المختارة لهذه السنة بين أروع إبداعات المخرجين المرموقين المعروفين على الصعيد العالمي، وأبرز إبداعات المخرجين الواعدين، الذين سيكتشفهم الجمهور المغربي لأول مرة على الشاشات السينمائية المغربية. ويشهد برنامج الدورة 19 لهذه الأسابيع 10 عروض، من 10 دول أوروبية، هي إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، وبلجيكا، وألمانيا، والسويد، والنمسا، ورومانيا وجمهورية التشيك. وتهدف أسابيع الفيلم الأوروبي، أيضا، إلى التعريف بالسينما الأوروبية، في تعدديتها وجودتها، إذ ستشهد هذه الدورة عرض 10 أفلام مميزة، حازت جوائز قيمة في كبريات المهرجانات العالمية، مثل برلين، وكان، والبندقية. وتعتبر أسابيع الفيلم الأوروبي، التي انطلقت سنة 1991، واحدة من التظاهرات، التي تجسد الشراكة الأورومتوسطية في المغرب، وتترجم مبادئ إعلان برشلونة، إلى جانب السفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء بالمغرب، بشراكة مع وزارة الاتصال، والمركز السينمائي المغربي. وتجذب أسابيع الفيلم الأوروبي، كل سنة، جمهورا شغوفا بالفن السابع، لمشاهدة أفلام لا تُعرض أبدا في قاعات السينما المغربية، إذ وصل عدد المشاهدين في السنة الماضية إلى رقم قياسي، بلغ 17 ألف متفرج، ما يُظهر اهتمام الجمهور بسينما تحرص أكثر على الجودة. ويستجيب اختيار 2010 إلى المعايير المعتادة نفسها، المتمثلة في إبراز الفيلم الروائي الأوروبي، بكل أشكاله المتنوعة، من خلال عرض أفلام لمخرجين كبار، ومخرجين ناشئين، نالوا جوائز في تظاهرات سينمائية دولية كبرى. وبموازاة مع الأفلام الطويلة العشرة المبرمجة، ستُعرض أفلام قصيرة من جنوب المتوسط، من المغرب، وتونس، والجزائر.