سيكون عشاق أسابيع الفيلم الأوروبي، على موعد مع الفيلم النمساوي "الشريط الأبيض"، للمخرج ميشيل هانيكي، الذي فاز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان دورة 2009، غدا الجمعة، بسينما كوليزي بمراكش.لقطة من الفيلم الشريط الأبيض وتحكي قصة الفيلم، المصور بالأبيض والأسود، صعود النازية في مدينة ألمانية، خلال الفترة بين الحربين العالميتين. تدور وقائع الفيلم، الذي عرض يوم 6 فبراير بسينما أفينيدا بتطوان، ويوم 8 فبراير بمسرح محمد الخامس بالرباط، ثم يوم 10 فبراير بسينما لانكس بالدارالبيضاء، حول سلسلة من الأحداث الدامية وأعمال العنف، التي شهدتها بلدة بروتستانتية شمال ألمانيا، إبان صعود الفاشية الأوروبية، خلال الفترة بين الحربين الأولى والثانية. فبعد أسابيع من المتابعة الشيقة، التي حضرها جمهور واسع، سيسدل الستار على هذه التظاهرة السينمائية، التي أضحت موعدا سنويا، ينتظره الجمهور المغربي بشغف، نظرا لجودة الأفلام التي تعرض من سنة لأخرى. وحطت قافلة أسابيع الفيلم الأوروبي هذه السنة رحالها، بأربع مدن مغربية، ويتعلق الأمر بسينما أفينيدا بتطوان، وسينما كوليزي بمراكش، والمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، وسينما لانكس بالدارالبيضاء. وعرفت هذه التظاهرة الفنية، التي انطلقت فعالياتها منذ 28 يناير الماضي، إلى 12 فبراير المقبل، عرض عشرة أفلام حصدت جوائز قيمة في مهرجانات دولية. وأوضح المنظمون، أن هذه التظاهرة، التي أضحت موعدا سنويا لعشاق الفن السابع، من خلال عرض أجود الأفلام الأوروبية، في إطار مد الجسور، وتفعيل الشراكة الفنية والثقافية بين دول الاتحاد الأوروبي والمغرب، شكلت مناسبة لإبراز التنوع الثقافي بين ضفتي المتوسط، مؤكدين في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن أسابيع الفيلم الأوروبي تهدف إلى التعريف بالسينما الأوروبية بتعدديتها وجودتها، إذ شهدت هذه الدورة عرض 10 أفلام قيمة، حازت جوائز قيمة في كبريات المهرجانات العالمية مثل برلين، وكان، والبندقية. وتوفر هذه التظاهرة السنوية، التي تنظمها مفوضية اللجنة الأوروبية والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشراكة مع وزارتي الاتصال والثقافة والمركز السينمائي المغربي، فرصة للمغاربة لمشاهدة إنتاجات أوروبية جيدة، متوجة بجوائز رفيعة، لا توفرها عادة القاعات السينمائية، التي تركز على إنتاجات هوليوود التجارية. من بين الأهداف الأساسية، التي تتوخاها أسابيع الفيلم الأوروبي، جعل المشاهد المغربي ينطلق لاكتشاف الاتحاد الأوروبي عبر السينما، والتعرف على تنوعه الثقافي من خلال الشاشة الفضية. وذكر المنظمون أن الجديد، الذي يميز هذه الدورة، هو تقديم فيلم "كارتون" بلجيكي، شارك في مسابقة مهرجان "كان"، ويتعلق الأمر ب "بانيك أو فيلاج" للمخرجين فينسثون باتار وستيفان أوبيي. وفي ما يتعلق باختيار الأفلام القصيرة لجنوب حوض المتوسط، التي تدخل في اهتمامات أسابيع الفيلم الأوروبي، فخصصت هذه السنة للمغرب العربي، وجرى عرض ثلاثة أفلام قصيرة من الجزائر، والمغرب، وتونس. وتشهد هذه التظاهرة مند ولادتها إقبالا جماهيريا كبيرا، لجودة الأفلام التي تقدم في كل دورة، إذ بلغ عدد الجمهور، الذي تابع أسابيع الفيلم الأوروبي، خلال الدورة السابعة عشرة، حسب المنظمين 8500 شخص، ليتضاعف العدد خلال الدورة الماضية، محققا 17.000 متفرجا. وتتوفر تذاكر الدخول لحضور هذا العرس الفني في أماكن العرض، بثمن رمزي يحدد في عشرة دراهم للعرض الواحد، أو خمسين درهما لكل العروض، وستخصص هذه المداخيل للجمعيات، التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة. وتميزت الأفلام المختارة لهذه السنة، بجمعها بين أروع إبداعات المخرجين المرموقين المعروفين على الصعيد العالمي، وأبرز إبداعات المخرجين الواعدين، الذين سيكتشفهم الجمهور المغربي لأول مرة على الشاشات السينمائية المغربية. وشهد برنامج الدورة 19 لهذه الأسابيع، 10 عروض من 10 دول أوروبية هي إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، وبلجيكا، وألمانيا، والسويد، والنمسا، ورومانيا، وجمهورية التشيك. وافتتحت هذه التظاهرة يوم 28 يناير الماضي، بالقاعة السينمائية "أفينيدا" بتطوان بالفيلم الإسباني "عناق متكسر" آخر إبداعات المخرج بيدرو ألمودوفار. وشاركت بلجيكا بفيلم "panique au village" للمخرجين فانسون باتار وستيفان أوبيير، وشاركت ألمانيا بفيلم "مطبخ الروخ" للمخرج الألماني التركي الأصل فاتح أكين، الذي فاز بجائزة التحكيم الخاصة لمهرجان البندقية السينمائي في دورته الأخيرة، بعد أن نال إعجاب الجمهور. أما جمهورية التشيك فشاركت بفيلم "country teacher" لبودان سلمى، ومن رومانيا جرى عرض فيلم "الفتاة الأكثر سعادة في العالم"، لرادو جودي، الذي سبق ونال جائزتين دوليتين، الأولى من مهرجان برلين السينمائي دورة 2009، والثانية من مهرجان كان في دورته الأخيرة. في حين، شاركت فرنسا بفيلم "وداعا غاري" لنسيم عمواش، أما إيطاليا، فشاركت بفيلم "فنسر" لماركو بيلوشيو، وشاركت بريطانيا بفيلم "البحث عن إيريك" للمخرج كين لوش، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان دورة 2009، إلى جانب فيلم "Let The Right One in" من السويد للمخرج توماس ألفريدسون. الفيلم العاشر، الذي جرى عرضه ضمن هذه الأسابيع، هو الفيلم النمساوي "الشريط الأبيض"، للمخرج ميشيل هانيكي، الذي فاز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان دورة 2009.