الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط خلال فاتح ماي عندما صرح باستعادة تندوف والقنادسة من الجزائر لا تشهد العلاقات المغربية-الجزائرية أي مؤشر على الانتقال نحو الانفراج وتسجل بشكل مستمر عوامل توتر، وآخرها ما ترتب من ردود عنيفة دبلوماسيا في الجزائر على تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط حول مطالبة الجزائر بإعادة أراض اعتبرها "محتلة من الجزائر". وكان شباط قد أكد في تصريحات للقناة الثانية هذه الأيام وكذلك يوم فاتح مايو أن الجزائر دولة مستعمرة لأراض مغربية وهي تندوف والقنادسة وكولومب بشار وأنه يجب فتح ملف هذه المستعمرات مع الجزائر. وتعهد بطرح الملف في الاجتماع الحكومي. ونظرا للظرفية التي جاءت فيها هذه التصريحات وكونها صادرة عن مسؤول سياسي مشارك في الحكومة ويتزعم أقدم وأوقى الأحزاب المغربية، فقد خلفت ردود فعل عنيفة دبلوماسية في الجزائر. في هذا الصدد، وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني أمس الجمعة "تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال عبد الحميد شباط خطيرة وغير مقبولة". وتابع قائلا "هذه التصريحات تشكل انحرافا خطيرا وغير مسؤول والتي نندد بها بقوة، فالسيادة والوحدة الوطنية وسلامة الحدود الجزائرية لا يمكن أن تشكل تحت أي سبب وبأية طريقة موضوع مناورات حزبية أو سياسوية غير محسوبة وتعمل على تلغيم حسن الجوار". وطالب الناطق باسم الخارجية الجزائرية تفادي تكرار هذه التصريحات. في الوقت ذاته، اعتبر مشكل الحدود غير مطروح مع المغرب لأنه جرى التوقيع على الاتفاقية سنة 1972 بين البلدين ومسجلة لدى الأممالمتحدة.. وبدورها خصصت الصحافة الجزائرية حيزا هاما لتصريحات شباط ووجهت انتقادات لاذعة لحزب الاستقلال والطبقة السياسية المغربية. وتتزامن تصريحات شباط في وقت تمر منه العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر بتوتر ملحوظ على خلفية الصحراء. وهذه التصريحات مؤشر على مزيد من التوتر بين البلدين واستبعاد حدوث اي انفراج.