انتقدت الجزائر بحدة تصريحات منسوبة إلى الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، طالب فيها باسترجاع أراضي "تندوف" و"بشار" لكونها أرضي مستعمرة من طرف الجزائر، واعتبرتها تصريحات "خطيرة، ولا يمكن القبول بها" لأنها تسيء إلى علاقات الجوار مع المغرب. ووصف عمار بلاني، الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية بالجزائر، أمس الجمعة تصريحات شباط بمناسبة عيد العمال في فاتح ماي الجاري، ونقلتها بعض المواقع الإلكترونية، بأنها تصريحات "غير مسؤولة، وتشكل انحرافا خطيرا ندينه بكل قوة"، وفق ما أوردته مواقع إخبارية جزائرية. ونقل موقع "كل شيء عن الجزائر" بالفرنسية تصريحات الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية بالجزائر، الذي شدد من خلالها على أن "سيادة وسلامة الأراضي الجزائرية، وحرمة الحدود الجزائرية لا يُمكنها بأية طريقة كانت وتحت أي ظرف كان أن تخضع لمناورات سياسية حزبية غير مُفكَّر فيها قد تلغم حسن الجوار بين البلدين". وذهب المسؤول الجزائري إلى أن القيادي الحزبي، في إشارة إلى شباط، سبق له أن أدلى بتصريحات مماثلة في الماضي القريب"، منبها إياه ب"عدم التمادي في الاستفزاز والمغامرة، في اتجاه رفض الاتفاقية الخاصة بترسيم الحدود، والتي وقعها البلدان في 15 يونيو من سنة 1972، وهي الاتفاقية التي تتضمن خرائط ملحقة بالاتفاقية، وتم تسجيلها لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة" تبعا لتعبير بلاني. وكانت مواقع وصحف مغربية قد أوردت بأن شباط خاطب تجمعا جماهيريا بالرباط، بمناسبة ذكرى فاتح ماي، قال فيه إن "مطلب الشعب المغربي هو "استرجاع المناطق والأقاليم المغتصبة من طرف الجزائر، ومن طرف المخابرات العسكرية الجزائرية: تيندوف، وبشار، والقنادسة، وحاسي بيضة، وكل المناطق المغتصبة من طرف الجزائر، فهذا هو مطلبنا ومطلب كل الشعب المغربي". وتمر العلاقات المغربية الجزائرية حاليا بفترة توتر سياسي من جديد، عقب المستجدات الأخيرة التي شهدتها قضية الصحراء، بعد أن سحبت أمريكا مقترحها الرامي إلى توسيع صلاحيات المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، ما دفع انفصاليين تدعمهم المخابرات الجزائرية إلى القيام بعدد من الاحتجاجات وأعمال الشغب في مدن صحراوية، من طرف أطفال ومراهقين بالخصوص، بهدف استفزاز قوات الأمن المغربية.