في الوقت الذي صفق الجل فيه للمخزن وانحنى لمخططه البئيس والمشؤوم، بذر الرماد في العيون والالتفاف على المطالب الشعبية، بمناورة تسويق الوهم عن طريق الدفع بحكومة في خضم الحراك الشعبي الذي كان أمل المغاربة فيه التغيير، وأوهم الشعب المغربي بأنه حان وقت التغيير، وأن السيد رئيس الحكومة ومن معه قادريين على حل المشاكل التي تواجه المغاربة، وقادرين على المضي قدما لتطهير المؤسسات العمومية من الفاسدين والمفسدين، وما هي إلا أيام حتى سمعنا الفتوى العجيبة التي طمئنتنا " عفا الله عما سلف " وأن جلالة الملك قال وقال ... ونحن مع جلالة الملك، طبعا حسب تصريحات بنكيران، ليخيب الأمل وتبقى دار لقمان على حالها. وأن العفاريت والتماسيح حالت بينه وبين الإصلاح وأصبحت هاجس يعيق العمل، ويعرقل المساعي الحميد لرئيس الحكومة، لكن طلابنا الأحرار قاوموا هذه المسرحية من داخل الجامعات المغربية، وجاء ملتقاهم الوطني الثالث عشر ليعبر عن موقفهم الصريح، وأرائهم الحرة، من داخل المنظمة العتيدة أوطم ومن داخل الحرم الجامعي بالقنيطرة تحت شعار: الشهادة والاعتقال ... ربيع الحرية وخريف الاستبداد. ليغيظ المخزن هذه الوحدة الطلابية ويقمع هذا العرس النضال أمام تكالب الحكومة التي حملة المسؤولية للمجهول بما فيهم وزير التعليم العالي السيد الدودي، ورضيت لنفسها أن تكون عرضة للسخرية والاستهزاء أمام العادي والبادي، ونصبت نفسها لتكون بوقا للمخزن وأداة لتطبيق مخططه. لكن أطر المستقبل رمز الاستثناء في زمن الانحناء، استطاعت أن تقاوم ، وأصروا على إنجاح ملتقاهم في تحد وصمود ليقولوا لا وألف لا لأذناب المخزن وحلفائه، وأن الجامعة التي حاولوا أن يفقدوها المكانة النضالية، لازالت حية صامدة في وجه كل من أراد الشر للبلاد والسطو على حرية العباد، وشاءت إرادة الطلاب أن تنتصر رغم القمع والحصار.