حدث منع الملتقى الطلابي الثالث عشر ل"أوطم" بنفس مخزني هجين يتجاوز بنا اللحظة الآنية المشهودة، ويحلق بنا بعيداً في استحضار إشراقات الماضي الوضيء تحت ظلال منظمة عتيدة "أوطم"، نسترجع رغم فصوله المأساوية مفاخر أجيال طلابية في الصمود والنضال والاقتحام القاصد الواعي، يستلهم منها شباب الربيع العربي القدوة والمثال ، ويردد معها قول الشاعر الحكيم المتنبي: أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا ++ جمعتنا يا جرير المجامع إخواني الطلبة، أخواتي الطالبات: لقد جمعتكم اليوم في القنيطرة مع المخزن ساحة الجامعة، فأثبتم أنكم امتداد عريق لأجيال حملت لواء القطع مع الاستبداد البغيض الذي عَمَّ وَطَمَّ سيلُ بلائه الجارف الجامعة ومن حولها، وأفرغها من مقومات بقائها منارة شامخة للعلم والفعل الحضاري الذي يعانق آمال الأمة العربية والإسلامية في النهضة والتحرير والانعتاق. في المقابل أثبت سدنة المعبد المخزني المتهالك فكرا وحركة وخُلُقاً أنهم لا زالوا أوفياء لمراسيم الكهنوت الجبري الغارق في أوحال التردي والإخفاق على كل المستويات. كنا نرقب بحنين وتلهف، ونتابع باعتزاز استعداداتكم لافتتاح ملتقاكم الطلابي، حيث وجدناه والحمد لله من خلال البرنامج العام والأوراش المفتوحة عميقاً في روحه المتوثبة وأُفُقه الفسيح، منسجماً مع أصوله المؤسسة للعمل الطلابي الرشيد، قاصدا في أهدافه الكبرى، شامخا في تصديه لأعاصير القمع المخزني الممنهج الذي لم يرقب فيكم طيلة عهديه القديم والجديد إلاً ولا ذِمة. وهنا نزف تحية خاصة مفعمة بمعاني الإجلال والتقدير للأشاوس المرابطين في سجن فاس. فهنيئا لنا اليوم بوجودنا في ملحمة ملتقاكم الموؤود تلامذة راشدين نستهدي بمنهاج عملكم اللاحب، ونستزيد من توهجكم المتألق في سماء التعبئة والتغيير والبناء، فلقد كنتم ولا زلتم مادة الفتوة الإيمانية الإحسانية، وعصب التغيير العميق رغم طراوة عُودكم، وقادة العلم والرجولة والاقتحام رغم حداثة سِنِّكم في زمن تهاوت فيه هامات وتساقطت فيه مروءات كأوراق الخريف. وإنها لعقبة واقتحام حتى النصر والحمد لله الذي له الأمر من قبل ومن بعد (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). [آل عمران/54]