حضرة السفير اللبناني المحترم: لا أظن أن حضرتكم تستفيدون مما سأعرضه عليكم لأنكم تشغلون منصب السفير، والسفير في الدبلوماسية الحديثة لا بد أن يكون من ضمن شغله المعلومة والتجسس والاستخبارات. فدولة حضرتكم لبنان دولة تحمل مجرد اسم دولة شأنها شأن كثير من دول العالم الثالث، وهي بالتحامها بسوريا ستكون قد عادت إلى أصلها قبل اتفاقية سايكس بيكو سنة: 1916م وأصبحت جزءا من كيان إذا تحرر من التبعية بشخص بشار الأسد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ صار مستقلا فعلا ومتحررا حقيقة. إن الغرب أسبغ على ما اقتطعه من بلادنا من كيانات كرتونية صفة الشرعية وذهب بها إلى هيئة الأمم العنصرية (المتحدة) لتظل دائما تحت هيمنته ممنوعة من التحرر والعودة إلى حضارتها وثقافتها. لا أظن أنك محتاج إلى هذه المعلومات فلديك أكثر منها ولكنها للتذكرة، فالواقع يؤكد وجود كيانين في لبنان، كيان شيعي بزعامة المجرم حسن نصر الله وكيل سليل الإجرام علي خمينائي، ودولة حضرتكم، كما لا تنسى أن تخبر دولتك أنها إنما تجرم في حق العرب والمسلمين والإنسانية حين تسمح بتنفيذ مخططات الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك بعدم القيام بأي عمل ينهي الوجود المسلح لعميل أمريكا غير المباشر حسن نصر الله. وفي 18 مارس عام 2011م اندلعت الثورة السورية على شكل انتفاضة شعبية انطلقت ضد الفساد والقمع وكبت الحريات واعتقال أطفال صغار من مدينة درعا، تحدى الناس بشار الأسد بشكل غير مسبوق متأثرين بالربيع العربي المسبوق هو أيضا بالفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد وويكيلكس والذي انطلق في البلاد العربية في أواخر سنة 2010. انطلقت الاحتجاجات ضد بشار الأسد، وضد عائلته المستبدة بحكم البلاد منذ عام 1971، وضد حزب البعث السوري المستبد، وضد قانون الطوارئ المفروض منذ سنة 1963. هذه الاحتجاجات قادها شبان سوريون طالبوا أول الأمر بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار: "حرية.. حرية"، ولكن قوات الأمن والمخابرات ومليشيات النظام (الشبيحة الشيعية العلوية) واجهتهم بالرصاص الحي فتحوّل الشعار من مجرد المطالبة بالإصلاح إلى "إسقاط النظام"، فأعلن النظام حينها أن هذه الحوادث ينفذها متشددون وإرهابيون يسعون إلى زعزعة الأمن القومي وإقامة إمارة إسلامية في بعض أجزاء البلاد. ومنذ اندلاع الثورة السورية وإيران والعراق وحزب الله قلقون جدا من مسارها، فهم حليفون لبشار الأسد، هذا التحالف عقدي مذهبي وديني، وقبلتهم السياسية جميعا أمريكا، فهم عملاء لها يقومون بدور قذر يصعب اكتشافه إلا من طرف الواعين سياسيا الذين يتخذون وجهة النظر الأساسية التي يقوم عليها تصورهم للكون والإنسان والحياة؛ زاوية ينظرون من خلالها إلى الأحداث، كلهم شيعي طائفي بصرف النظر عن التسميات كالاثني عشرية التي يمثلها العراق وإيران وحزب الله، والنصيرية العلوية التي يمثلها بشار الفأر. إيران تراهن على تشييع المنطقة خصوصا بعد أن أطلقت أمريكا يدها في السنة بالعراق نظرا لمعرفة أمريكا بقدرة السنة على استمالة الناس إلى دين الإسلام الصافي والنقي، وقدرتها على نسف الدين الخرافي القائم على الأكاذيب والأساطير وعبادة القبور وتقديس البشر الذي يمثله الشيعة، والذي هو خليط من اليهودية والمسيحية والمجوسية والإسلام.. وكذلك من جهة خطورة الإسلام على الحضارة الغربية الظالمة، والثقافة الغربية البهيمية، ومصالح الرأسماليين في بلادنا، ولذلك اختارت أمريكا إطلاق يد الشيعة في العراق لما في دين الشيعة من حقد ورغبة في القتل والتدمير لكل ما هو سني وإسلامي، وقد حصل فدُمِّر العراق وذُلّ شعبه.. ومن انخدع بهم كالصحوات رموا بهم وأذلوهم بعدما استعملوهم. وحين تضخمت الثورة السورية واتسعت في سوريا إلى درجة أن خرجت بعض المدن من السيطرة البشارية كحمص وحماة؛ رأت إيران أن الخطر محدق بها فقررت بضوء أخضر أمريكي؛ المشاركة العسكرية، وفعلا تدخلت عسكريا فبعثت بالحرس الثوري وعناصر من فيلق غدر (فيلق بدر) فصاروا في المقدمة للجيش السوري وذلك نظرا لخوف النظام السوري من إقحام الجيش النظامي راجلا في المدن السورية وأريافها خشية انضمامه إلى الثورة وانشقاقه عنه فمنعه عن طريق وضع متاريس بشرية هي العناصر الإيرانية والعراقية واللبنانية والسماح لها بقتل الناس والتمثيل بجثثهم خصوصا وأنهم يحملون ثأرا قديما لكل سنّي من أبناء أمة الإسلام. وأما حزب الله فقد دخل على الخط لمساعدة الجيش السوري في قتل شعبه وإنهاء ثورته، فأرسل عناصره وانخرطوا في مواجهة المدنيين الثائرين وشرعوا يقنصونهم ويقتلونهم ويعتقلونهم ويعذبونهم ويمثلون بهم تمثيلا جبانا لا يمكن أن يفعله من كان ذا مروءة. النصيريون أتباع ((محمد بن نصير النميري الذي تنتمي إلى دينه الطائفة العلوية والنصيرية في الشام وعلى رأسها سفاح الشام النصيري العلوي بشار االأسد؛ قد كان ممن وضع فكرة وجود خلف للحسن العسكري وغيابه أملا في جعل نفسه وكيلا عنه لإدارة شبكة النصب والاحتيال ولكنه لم يفلح نظرا لقسوته وغلظته اللتين خافا منهما منافسوه فاختلقوا جارا للحسن العسكري وكان زياتا وسمانا فاتفقوا معه على إدارة دين الشيعة، وعندما اتفقوا لعنوا محمد بن نصير النميري فما كان من هذا الأخير إلا أن تراجع عن فكرة وجود خلف للحسن العسكري والغيبة وكان ممن اختلقوها واخترعوها فلم يفلح نظرا لتمكن اللعبة القذرة من قلوب وأفئدة الأغبياء الذين صدقوها فتبعه جماعة وجاء بخرافات وأمر بمنكرات منها أمره لأتباعه بعبادة فرج المرأة وكان يحل الزنا ويقول بالتناسخ ويأمر بنكاح الرجال بعضهم بعضا وزعم أنه نبي رسول أرسله عليّ بن محمد الهادي وادعى له الألوهية وهكذا إلى أن وجد له مناصرون في القرن السابع والثامن والتاسع الهجري ولم يزل إلى يومنا هذا كأسرة بشار الأسد ومن كان على شاكلتها في الدين والمذهب)) فساد الفكر الشيعي (دراسة مقارناتية) لا يزال مخطوطا. النصيريون العلويون وحزب اللات (الله) رائدوا الممانعة والمقاومة قد أنجزوا في سجل نضالهم ومقاومتهم بعض ما يلي: مجزرة حماة عام 1964م ضحاياها بالآلاف ذبحهم النصيريون العلويون وهم يهتفون عند ذبحهم ((حطّ المشمش على التفاح دين محمّد ولّى وراح)). سلّم النصيريون بزعامة حافظ الأسد الجولان لليهود سنة: 1967م دون إطلاق رصاصة واحدة دفاعا عن الجولان، وقد أعلن حافظ الأسد حينها وكان وزيرا للدفاع عن سقوط الجولان قبل أن تسقط بتسليمها لليهود بثمانية وأربعين ساعة، ومن ثمار خيانته وغدره دفعوا به إلى رئاسة الدولة فقام بانقلاب على نور الدين الأتاسي سنة: 1971م. في الحرب (التحريرية) كما يسمونها سنة 1973م سقطت 29 قرية بيد اليهود، وكادت أن تسقط دمشق فأنقذها الجيش العراقي بصده هجوم اليهود ولم يحقق حافظ الأسد في حرب 73 أي شيء وعندها ضغطت أمريكا على إسرائيل فانسحبت من مدينة القنيطرة ولم تنسحب من الجولان كله فبقيت هذه الأخيرة خالية من أية قوات ومُنع تعميرها ومُنع عودة سكانها إليها، فهل هذا تحرير؟ النظام النصيري اعترف بكيان اليهود وفيه إقرار باغتصاب فلسطين كلها وذلك باعترافه بقراري مجلس الأمن: 242 و338، فهل بتضييع الحقوق تكون المقاومة والممانعة؟. في سنة: 1976م دخلت القوات السورية لبنان، ولا نقول بإيعاز من أمريكا وهو كذلك ولكن لماذا دخلت؟ فالناظر في الغاية من دخول تلك القوات يجد تصفية الوجود الفلسطيني أو تقزيمه إلى حد لا ينشأ عنه أي خطر على كيان اليهود، وبالنظر إلى سياسة أمريكا نجد أن من أهدافها تصفية الوجود الفلسطيني فكان بذلك محققا هدفا أمريكيا ومن يحقق لأمريكا أهدافها ليس خديمها المخلص، بل عدوها والمقاوم لها. في نفس السنة، أي سنة: 1976م وقعت مجزرة رهيبة في لبنان بمخيم تل الزعتر الفلسطيني وكان عدد القتلى أربعة آلاف فلسطيني قتلهم اليهود والقوات اللبنانية والجيش السوري في عمل مشترك وبقيادة مشتركة حتى إن غرفة العمليات قد كانت هي الأخرى مشتركة، فيا لها من مقاومة باسلة. وفي سنة 1980م قام المجرم حافظ الأسد بمذبحة حلب. وفي نفس السنة، أي سنة: 1980م ارتكبت مذبحة نازية كان ضحيتها هذه المرة نساء، كان ذلك في تدمر بحيث أخذن رهائن وكنَّ 120 امرأة فتم قتلهن جميعا في قبر جماعي. وفي سنة: 1982م كانت مجزرة حماة الرهيبة دمرت المدينة تدميرا شبه كامل ومات فيها 60 ألفا من السوريين. في اليوم الثالث من اجتياح اليهود للبنان سنة: 1982م والهجوم على الثورة الفلسطينية من أجل تصفيتها قام حافظ الأسد بالانسحاب من مرتفعات "جزين" بناء على اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن الذي حصل أن اليهود تقدموا من خلف المقاومة الفلسطينية وطوقوا بيروت من كل الجهات، والطريف تبرير حافظ الأسد لاجتياح اليهود للبنان وضرب المقاومة الفلسطينية، فقد قال: ((لا أحد يستطيع أن يفرض علينا مكان وزمان المعركة)). والطريف أيضا أن المجرم شارون وزير دفاع اليهود حينها قد أشاد بحافظ الأسد وحنكته وبتاريخه المشرف مع اليهود. وفي سنة: 1983م ذُبح السجناء في سجن تدمر وكان الضحايا خمسة آلاف سجين. وفي نفس السنة، أي سنة: 1983م في طرابلس بلبنان كانت مذبحة مخيمي نهر البارد والبداوي الفلسطينيين. وفي سنة: 1985م إلى غاية سنة: 1987م قام الشيعة في لبنان بزعامة كلب حافظ الأسد نبيه برّي وبإيعاز منه تحت مظلة منظمة أمل الشيعية؛ بمهاجمة المخيمات الفلسطينية في مخيم صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة ارتُكبت خلالها مجازر فظيعة ورُوِّع فيها الناس وكانت صورها غاية في البشاعة وقد شارك فيها القوات اللبنانية المارونية الحاقدة، وجيش "لَحْد" الذي كان جنوده في غالبيتهم شيعة، وقد اضطر فيها الفلسطينيون المحاصرون إلى أكل القطط والكلاب والفئران والجيف.. وكان الهدف هو القضاء على ما تبقى من الفلسطينيين بعد مجزرة 1982.. وفي سنة: 1986م قام حافظ الأسد بمذبحة في طرابلس بلبنان وكان ضحيتها ستمائة شاب وكانوا من أهل السنة ومن خيرة شبابها. وفي سنة: 1991م في حرب دول التحالف على العراق شاركت القوات السورية في حفر الباطن تحت قيادة أمريكا ويكفي هذا دليلا على وقوف الشيعة النصيريين العلويين في وجه المخططات الأمريكية. مشاركته في مؤتمر مدريد للسلام سنة:1991م وفيه إقرار بتضييع فلسطين كلها. بين سنة: 1993 و 1995 جرت مفاوضات سورية إسرائيلية برعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون تم بموجبها الاتفاق على إعادة الجولان منزوعة السلاح وتوفير الأمن والتطبيع الكامل كما هو الشأن بكامب ديفد في سيناء المصرية ولكن اليهود نقضوا الاتفاق بعد اغتيال "رابين" والذي سمي فيما بعد (وديعة رابين) فهل هذا وقوف ضد مخططات الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ هذه ممانعة أليس كذلك؟ في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد بالقاهرة عام 1996م حضرته سوريا وتم الإعلان فيه على أن الخيار الاستراتيجي للدول العربية ومنها سوريا هو السلام فلماذا الكذب على الناس منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هدا بمقولة الممانعة والمقاومة؟ وهل أسطر لكم جرائم بشار في حق شعبه والمخيمات الفلسطينية بسوريا منذ اندلاع الثورة السورية الباسلة وإلى يومنا هذا؟ هل من وصف لبشاعة فعال بشار الأسد في حق شعبه من جرائم ومذابح وأنواع التعذيب والتنكيل بالمدنيين السوريين وهدم بيوتهم على رؤوسهم وتهجيرهم إلى تركيا والعراق ولبنان..؟ وهذا الحزب (أي حزب اللات) الذي هو امتداد لمنظمة أمل الشيعية والتي كان يعمل فيها حسن نصر الله، هذا الحزب الذي يتقن التمثيل على الأغبياء بزي المخادعة (الممانعة)، ويهوى زعيمه المصطنع حسن نصر الله تقبيل الميكروفونات وهز إليتيه كراقصة شرقية على "الفوتويات Fauteuil" لرفع إيقاع التحميس للمسرحيات التي يقوم فيها بدور المهرج؛ لا يقل إجراما عن بشار ولا عن أخيه السادّي ماهر، فقد استعمله بشار الأسد لاغتيال "رفيق الحريري" في 14 فبراير سنة: 2005م، واستعمله لاغتيال "وسام عيد" في يناير سنة: 2008م ووسام عيد هذا هو مكتشف شبكة من الأرقام الهاتفية التي استعملت لاغتيال رفيق الحريري، واستعمله لاغتيال اللواء "وسام الحسن" في: 19 أكتوبر 2012م وهو من كبار ضباط السنة.. ولا تقف جرائمه عند هذا الحد.. هذا الحزب قد أحس بدنو أجله، فهو ذراع سورية بقلب إيراني قد تشرّب التشيع الحقود في حوزات قم بإيران، وهو يحيا بحياة العلويين، وسيموت بموتهم إلا أن تسرق الثورة السورية من طرف أمريكا فتعيد عملاءها إلى الواجهة بماكياج جديد.. وستسرق فعلا للأسف كما سرقت جهود المجاهدين والمقاومين وحركات التحرير والاستقلال حين نهضوا ضد الاستعمار التقليدي في كل البلاد العربية والإسلامية التي تم احتلالها من طرف أوروبا وضحوا من أجل طرده وإعادة حضارتهم وثقافتهم إلى الحياة الخاصة والعامة في بلدانهم. وعليه صار من قضاياه المصيرية أن يقاتل جنبا إلى جنب مع بشار الأسد ليحفظوا على أنفسهم جميعا دفء كراسيهم وعبودية أنصارهم. وأما العراق ممثلا في نوري المالكي فقد أرسل برجاله لمساندة بشار الأسد وسمح لجيش المهدي بالمساهمة ولكل شيعي يريد القتال دفاعا عن الشيعة العلويين أن يعبُر الحدود إلى سوريا وأمدهم بالمال والسلاح، ومنع أي فار أو لاجئ من سوريا دخول العراق، وإذا دخلها تم اعتقاله أو وضعه تحت المراقبة. والشعب السوري مبتلى بحكام عرب يساهمون في قتله بأسلوب آخر غير القتال، فهم ماضون في التمطيط لبشار رغما عنهم لأنه أمر أمريكي، فأمريكا تسعى إلى إيجاد بديل لبشار قبل أن تطيح به، صحيح أنها قد تخلت عنه منذ زمن غير بعيد، ولكنها إلى الآن لم ترم به نظرا لغياب عميل شبيه به، أو على الأقل طيّع سهل الانبطاح، فالمجلس الوطني السوري الذي أنتجته أمريكا لم يف بالغرض نظرا للتشويش عليه من طرف أوروبا ممثلة في بريطانيا وفرنسا اللتين طفقتا تنعتانه بنعوت قبيحة وتطالبان باستبداله، ثم بواسطة عملاء لها وقد حصلت اجتماعات في الأردن في:01 نوفمبر 2012م للنظر في صلاحيات المجلس الوطني السوري مسبوقا بتصريح لهلاري كلينتون في: 31 أكتوبر 2012م تقول أن المجلس الوطني السوري وحده ليس صالحا لتمثيل المعارضة ويجب ضم قطاعات أخرى إليه، كل ذلك من أجل قطع الطريق على المشروع الأوروبي خشية زوال النفوذ الأمريكي من سوريا والمجسد في شخص بشار الأسد الذي تريد أمريكا استبداله وهو يستميت في إظهار نفسه أنه الوحيد الصالح لحماية إسرائيل والمصالح الأمريكية تحت مظلة المخادعة (الممانعة) ناسيا أن أمريكا قد رمت به منذ زمن ليس ببعيد وهي منشغلة بغيره تنظر فقط في البديل، وقد نجحت إلى حد ما بمبادرة عميلها الجديد وعرابها المعارض البارز رياض سيف، هذا الرخيص صرح بقوله في بيانه في 1/11/ 2012م: ((التأكيد على قيام سوريا المدنية التعددية الديمقراطية))، هذه الديمقراطية التي باتت أرخص من عاهرات البيوت الزجاجية في أوروبا يركبها كل نذل يريد سرقة جهود المقاومين والمجاهدين، أما يكفي ما جاءت به أمريكا إلى العراق من ديمقراطية القتل والتدمير وإرجاع العراق إلى القرون المظلمة؟ أما يكفي ما يسود أروقة الأممالمتحدة ومجلس الأمن ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي من ديمقراطية عنصرية لكل ما هو حق لأي شعب يريد التحرر والتخلص من سيطرتهم وهيمنتهم؟ أما فينا رجل رشيد ينتعل ديمقراطيتهم ويستبدلها على الأقل بالمَمْدَرية ولا أقول الإسلام لأن الإسلام مطلب العقلاء ولسنا منهم للأسف؟ أما نتعظ بديمقراطية التأييد للصهاينة في غصبهم فلسطين؟ لماذا نتعامى عما يجري من قتل وتدمير وإذلال لشعوب هي منا رفضت الهيمنة الأمريكيةوالغربية؟ العربي قديما كان يرفض أن يتدخل أحد في قبيلته، فلماذا لا تأخذنا العزة فنرفض التدخل في شؤوننا ولا نسمح لأي كان بملاحقة ومعاقبة من كان منا بصرف النظر عن النعوت التي ينعت بها؟ سوريا ديمقراطية بأطياف متعددة شَرَك حتى لا يذهب الشعب السوري إلى تراثه الثقافي ليحيي منه مشروعه الحضاري وثقافته الإنسانية وهو ما تستهدفه الثورة السورية إلا أن تسرق من طرف أمريكا وهي جادة في سرقتها وقد صرحت هيلاري كلينتون بوقاحتهما المعهودة أنها لن تترك المتطرفين يسرقون الثورة، أي أنها لن تترك أحدا ينصف الشهداء بتكريمهم بإقامة ما نهضوا من أجله وهو إقامة المشروع الحضاري الإسلامي.. رياض سيف رجل نظام الأسد والممثل في البرلمان السوري الصوري لفترتين متتاليتين. لقد مالت أوروبا إلى المشروع الجديد وانساق معها العرب لإضفاء الشرعية على الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مخافة أن تتحرر سوريا بثورتها الباسلة من التبعية للغرب ولأمريكا خاصة وقد أوشكت على القضاء على نظام الأسد، أوروبا لم تقف في وجه المشروع الجديد رغم منافستها لأمريكا على النفوذ في بلادنا والسبب خوفهم جميعا من المشروع الحضاري الإسلامي البديل للمشروع الحضاري الغربي، ولذلك فهم متفقون على وأده ولو أدى ذلك إلى التدخل العسكري وسيحصل إذا أقيم المشروع الحضاري الإسلامي وسيكون التدخل بدماء عربية وتركية وبحملة سياسية وإعلامية. ونفس أمريكا بعد ولاية أوباما الثانية ترى أن الثورة بالائتلاف الجديد ليس في يدها حل المشكلة، بل الحل في يد من يقاتل الجيش النظامي السوري، ولذلك تضع قدما هنا وأخرى هناك وتتخبط في مخططاتها لأن الذي يفشلها هو جهود المجاهدين والمقاومين ولكنها لا تستسلم لأن زوال بشار الأسد معناه انتهاء ورقة المخادعة (المقاومة) وبها تضطر إلى خلق بديل من الصعب خلقه الآن في الظروف الراهنة، وإيران ليست بديلا لأنها مرفوضة عربيا وإسلاميا وعليه لا تبالي أمريكا بإطالة أمد قتل الشعب السوري وتدمير بلاده حتى إذا انتصرت الثورة السورية ونحت نحو مبدئها، وطفقت تؤسس حضارتها وتؤثث ثقافتها فإنها على الأقل تكون في أسوأ حال من الضعف يمكِّن الولاياتالمتحدةالأمريكية مع حلفائها الغربيين والعرب من خلق خلافات بأطياف قزح يسهل استمالتها خصوصا العلمانيين والحداثيين والديمقراطيين واليساريين والمسيحيين وإخوان سوريا فتستعملهم لضرب المشروع الحضاري البديل الذي تأسس في القلوب والعقول في كل الشعوب العربية والإسلامية ولم يبق له إلا الأرض والسيادة في البلاد العربية والإسلامية، وبذلك تضمن أمريكا على الأقل حصره في حيز ضيق بلا إمكانيات ولا مقومات دولة فتأمن على ربيبتها إسرائيل وعلى مصالحها في المنطقة. لقد بدأ العملاء بالترويج للمبادرة الجديدة المكونة من 12 بندا منهم: الكاتب ميشيل كيلو بتاريخ 03/11/2012م حيث قال ما يعني الرضا: ((إننا نشهد مرحلة الانتقال من المعارضة إلى الحكومة... وتشكيل هيئة عسكرية تحمي سوريا من فوضى السلاح)) المصدر: قناة العربية. واعتبر رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن الاتفاق يعد "خطوة متقدمة باتجاه إسقاط النظام". وقال البيانوني في مؤتمر صحافي في الدوحة: ((إن جميع قوى المعارضة السورية اتفقت في الدوحة على تشكيل الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة)). وقال أحمد رمضان القيادي في المجلس الوطني السوري ل"فرانس برس" إن أبرز نقاط الاتفاق: ((العمل على إسقاط النظام وعدم الدخول في أي حوار معه)) مؤكدا أنه: ((سيعمل على توحيد المجالس العسكرية)) التي تقاتل ضد القوات النظامية. وأوضح عضو المجلس الوطني السوري "وائل ميرزا" في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أن الائتلاف سينبثق عنه مجلس عسكري ولجنة قضائية وحكومة انتقالية. ووصف تشكيل الائتلاف الجديد بالانجاز الكبير للثورة السورية حيث يتم التوصل لأول مرة إلى هذه الدرجة من تمثيل المعارضة السورية ولجان التنسيق المحلية وغيرها من كيانات المعارضة. ولا يقف الأمر عند العملاء المذكورين بل يتجاوزهم إلى أردوغان ونجاد والمالكي والإبراهيمي وغيرهم. وللعلم فإن السفير الأمريكي "فورد" حين اجتمع مع المعارضة السورية في النصف الثاني من الشهر السابع من السنة الجارية طالبها في حالتما إذا استلمت الأمور في سوريا بتعهد أن لا ينفذوا أمرا إلا بالرجوع إلى السفير الأمريكي في سوريا وهذا عراق جديد ب"بريمير" جديد في سوريا جديدة. سوريا البطلة، سوريا العظيمة بشعبها المبتلى بمجرمين سياسيين ومثقفين وأرباب مال، سوريا تنزف دما والعالم يتفرج وخصوصا من في أعناقهم أمانة حمايتهم ونصرتهم ورفع الظلم عنهم من العرب والمسلمين وجيوشهم. لم يكتف حزب الله بنصب عيونه على طول الحدود السورية اللبنانية لمنع المجاهدين من الانضمام إلى الشعب السوري لنصرته، ومنْعاً أيضا لتسريب السلاح، فعل ذلك نوري المالكي في العراق على طول الحدود السورية العراقية، فبات الشعب السوري البطل بين فكَّيْ كمّاشة، حتى الملك الأردني أقام مخيمات للاجئين السوريين وهي معتقلات لا يسمح لمن فيها بالتحرك خصوصا من أجل مساعدة الجيش الحر ولو بجلب السلاح إليه، بل بعث بمرتزقته مدفوعي الأجر الذين يقاتلون مقابل كمشة من الدولارات إلى سوريا وانخرط في العمليات العسكرية وقد اعترف بذلك نفس حسن نصر الله ثم تراجع وراوغ بثقافة التقية التي لا تستحق الانتعال حتى من قدم شارون رغم حفل التأبين لجيفة منه سقطت على يد المجاهدين في ميدان سوريا. ما من فرد حر أبيّ، وما من مسلم في كل مكان لم ينتصر للشعب السوري، ولم ينصره في محنته ويسعى لرفع الظلم عنه بالقول والفعل، بالنفس والمال.. فهو شريك في قتل الشعب السوري العظيم الذي فاق بعظمته شعب تونس ومصر وليبيا.. وسيادتكم معنيون بهذه الرسالة لأنكم تمثلون دولة مجرمة وظالمة لأنها لم تمنع كلبها من نهش لحوم السوريين العظماء، والولوغ في دمائهم الطاهرة، صحيح أن حزب الله قد سُمح له بالتسليح من طرف سوريا وبرضا أمريكا رغما عن الدولة اللبنانية، ومُنع بنفس الوقت تسليح أي فصيل سياسي آخر سواء كان فلسطينيا أو لبنانيا وبذلك صار الحزب دولة في دولة، وصار زعيمه الرخيص يتبجح مستأسدا لأنه يعرف دوره ويلتزم به في ساحة اللعبة، وكلما شوش عليه أحد لزحزحته عن مكانه أو إخراجه من خشبة المسرح أخرج قُصَّة من شعر رأسه من تحت عمامته يخطب بها ودّ الملالي وقد فاحت منها ريح جنسية لا تستهوي إلا كلاب المجوس؛ ولكن مع ذلك أدعوك لتدعو رئيسك على الأقل لربط كلبه وتقصير عِقاله ووضع الكمامة على فمه فقد أصيب بداء الكَلَب وصار يعض الصغار والكبار ولم يسلم منه الحجر ولا الشجر. إنكم تمثلون دولة لبنان وفي تمثيلكم لها مشاركة في قتل الشعب السوري بعناصر من حزب الله اللبناني. فإن كنت ممن لم تسكن الطائفية البغيضة قلوبهم والتي إن سكنت أظلمت القلب وملأته حقدا وكراهية على كل من ليس شيعيا. وإن كنت ممن لم تتلوث عقولهم بثقافة العصمة والتقية والبداء ونكاح المتعة (البورنو) وتزوير التاريخ والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين وحياة الصبي الأسطورة لما يزيد عن 1177 سنة إلى غير ذلك من ثقافة الانحطاط فقدم استقالتك مبررة باستنكارك قتل أشقائنا السوريين من طرف حزب الله المجرم وحسن نصر الله السفاح الحامل لجنسية دولتكم، وارفض منصبك وتخل عنه وأعلن انشقاقك عن الحكم في لبنان، بل وافضح مؤامرته بعدم منعه حزب الله من دماء السوريين وأموالهم وأعراضهم. أديب باحث وإعلامي من المغرب