إنها حركة كل المغاربة شعارها الله الوطن الملك، وهي أصلا حركة عفوية لا مجال فيها للغوغائية أو التعصب، تضم في صفوفها أكثر من 35 مليون، إنها حركة وحدت كل أطياف المغاربة داخل الوطن أو خارجه، فقد خرج أعضاء الحركة إلى الشوارع رافعين الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك محمد السادس نصره الله، لم يسجل عليهم أي أعمال الشغب ولم يفعلوا أي شيء يجعلهم تحت المساءلة القانونية، ومن ثمة رسموا صورة مثالية عن ثقافة المغاربة كشعب متحضر يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات. إن حركة 04 يونيو التي أبصرت النور عقب الفوز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني على نظيره الجزائري برباعية نظيفة، لم يكن الحدث مجرد لعبة في مباراة لكرة القدم، بل معركة من أجل إثبات الذات بين منتخبين جارين أبت السياسية إلا أن تفرق بينهما، وزاد الطين بلة أن حكام الجزائر كلما مد المغرب يده إليهم لطي صفحة الماضي والبدء في فتح عهد جديد قائم على حسن الجوار، كلما زادوا تعنتا في سياسة العداء، حتى أصبح عداء المغرب بالنسبة إليهم إستراتجية لا تحتمل القسمة على اثنين. الإشكالية بين الرياضة و السياسة، أن الأولى توصف بأنها حق من حقوق الإنسان، وتعرَّف بأنها مجموعة من الحركات المتناغمة التي يشكل مجموعها نشاطاً جسمانياً مقنناً ومفيداً، هذا على صعيد الممارسة الفردية، وعندما يتوسع الأمر أكثر تصبح الرياضة نشاطاً اجتماعياً لعله من أكبر وأهم ما أوجدته البشرية من انفعاليات ونشاطات وأكثرها جذباً للاهتمام، أما الثانية أي السياسة فإنها تعرف بفن الممكن أو بأنها العمليات التي ينطوي عليها السلوك الإنساني والتي يتم عن طريقها إنهاء حالة الصراع بين الخير العام ومصالح الجماعات، وغالباً ما تستخدم القوة أو السلطة لتحقيق ذلك، وتوصف الرياضة أيضا بأنها قامت على مبادئ مثالية، بينما توصف السياسة بأنها لا تعتمد غالباً على المشاعر أو الأخلاق العامة بل كثيراً ما تتجاهلهما تطبيقاً لمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، وعندما يتقاطع الاثنان أو يجتمعان ماذا يكون الناتج؟ هل تصبح الرياضة وسيلة تستغلها السياسة لغايات متعددة؟، فنحن لا نغفل دور السياسة والمادة في ترقية الرياضة درجة أكبر، وبالتالي أصبحت تقوم مقامها حين تعجز السياسة عن ذلك، فقد أصبحت الرياضة هي اللغة التي تتحدث وتلتقي بها الدول والشعوب، والحكومات أحيانا كثيرة، وأصبح ما يصعب حلّه في رواق السياسة يحل في الملاعب وهذا ما يجعلنا نتساءل هل تصلح الرياضة مفاسد السياسة؟!. الرياضة مبنية على روح التسامح واللعب النظيف " FAIR PLAY "، بينما السياسة عكس ذلك ، فهى لا تؤمن بعدو أو صديق، بالقدر ما تؤمن بالمصلحة، مما يعني أنهما خطان لا يلتقيان في هدف واحد ووفق ايديلوجية معينة ، لكن حركة 04 يونيو قلبت المفاهيم وفكت لغز الخنوع عندما كشفت وبجميع لغات العالم أنها الحركة المؤثرة الأولى في المغرب، فمن يقول العكس .