تبعد زومي عن مدينة وزان بحوالي 40 كلم أو ما ينيف.. إذا قسنا الفرق بينهما بالمسافة، وإذا حاولنا قياس الفروق بينهما باعتبارات أخرى فقد نصاب بشيزوفرينيا حقيقية، لتباعد المسافة بينهما أحيانا وتقاربها حد التطابق والتلاقي في نواح متعددة من مناحي الحياة المليئة بالمشاكل والعقبات التي تعيق مسيرة التنمية التي طالما أردناها وطمحنا إليها لتغيير وجه منطقة زومي. لكن المشكلة الحقيقية والأساسية لسكان زومي هي الطريق الرابطة بينها وبين مدينة وزان، طريق لا تتعدى بضع كلمومترات كما أسلفنا، أي أنها بلغة الأرقام المالية لن تشكل عبئا على ميزانية وزارة التجهيز، لكنها ستزيل أعباء حقيقية عن كواهل سكان منطقة يعيشون رعبا حقيقيا في كل سفر يضطرهم لقطع المسافة الفاصلة بينهم وبين أغلب مصالحهم الإدارية وحتى الاستشفائية وغيرها من أمورهم اليومية، مما يحيل المرض البسيط لدى ساكنة زومي إلى رعب حقيقي خصوصا إذا تزامن مع موسم الأمطار.. الطريق التي يقال عنها تجاوزا أنها معبدة أنشئت منذ سنين ومقاطع منها تم إنشاؤها لبضعة سنين مع بعض الترميمات من حين لآخر، تحولت إلى خطر حقيقي على عابريها لما اعتراها من تآكل نتيجة تقادمها دون استفادتها من إصلاح حقيقي يرفع الحيف الواقع عنها وعن أبناء منطقة زومي.. خطورة الطريق تتجلى أكثر في مرورها على مرتفعات يصعب معها للسائقين التحكم في عرباتهم بعدما تحولت الطريق إلى حفر تمر عبرها السيارات كأنها تحاول المرور من حقل ألغام حقيقي يهدد سلامتها وسلامة راكبيها، والحالة الميكانيكية لسيارات ساكنة زومي وسيارات الأجرة التي تشتغل على هذه الطريق خير دليل على خوضها لحرب من نوع آخر، حرب على آليات السيارات تشنها وزارة التجهيز التي تغاضت عن هذه الطريق دون أن تكلف نفسها عناء البحث عن سبل حل مشكلة أصبحت كابوسا حقيقيا لمواطني المنطقة.. إن الحالة الكارثية التي وصلت إليها الطريق الرابطة بين وزان وزومي، تستدعي وقفة حقيقية ومستعجلة لتوفير ميزانية كفيلة بإعادة تعبيد الطريق التي ليس بينها وبين الطرق المعبدة إلا الخير والإحسان ومن العيب والعار في مغرب القرن الواحد والعشرين أن نسمي طريقا كهذه بالمعبدة في حين أن حالتها أسوء من بعض الطرق السالكة الغير المعبدة. إن مقالنا هذا وإن تطرق لهذه الطريق، ليس حصرا للمشكلة فيها بل صرخة حقيقية للالتفات لمشاكل أقل ما يقال عنها أنها كارثية تعاني منها المنطقة ككل، وهذه دعوة صريحة وصرخة ألم حقيقية لمسؤولي وزارة التجهيز لرفع الحيف عن منطقتنا التي عانت عبر العقود من التهميش والإهمال فهل من ضمير حي يعيد البسمة إلى وجوه غادرها الابتسام وحل محله التجهم جراء عقود الحيف والتهميش والإهمال؟أين هي وعود الدولة بخلق زراعات بديلة لمحاربة القنب الهندي "الحشيش"؟