تبعد بلدة تاديغوست عن مركز گلميمة بأقل من 20 كلمترا، إذا قسنا الفرق بينهما بالمسافة، وإذا حاولنا قياس الفروق بينهما باعتبارات أخرى فقد نصاب بالذهول ، لتباعد المسافة بينهما أحيانا، وتقاربها حد التطابق والتلاقي في نواح متعددة من مناحي الحياة المليئة بالمشاكل والعقبات، التي تعيق مسيرة التنمية التي طالما نادى بها المسؤولون في جميع المنتديات. لكن المشكلة الحقيقية والأساسية لسكان منطقة تاديغوست، هي الطريق الرابطة بينها وبين گلميمة، طريق لا تتعدى العشرين كلمترا، أي أنها بلغة الأرقام المالية، لن تشكل عبئا على ميزانية وزارة التجهيز، لكنها ستزيل أعباء حقيقية عن كواهل سكان منطقة يعيشون رعبا حقيقيا في كل سفر يضطرهم لقطع المسافة الفاصلة بينهم وبين أغلب مصالحهم الدراسية والإدارية، وحتى الاستشفائية، مما يحيل المريض البسيط من ساكنة تاديغوست إلى رعب حقيقي، خصوصا إذا تزامن مع موسم الأمطار، فكيف الحال بالنساء الحوامل إذا اضطرتهن مياه الوادي لانتظار انحسارها للوصول إلى المستشفى! الطريق التي يقال عنها تجاوزا إنها معبدة، أنشئت منذ سنة 1970 مع بعض الترميمات من حين لآخر، تحولت إلى خطر حقيقي على عابريها لما اعتراها من تآكل نتيجة تقادمها، دون استفادتها من إصلاح حقيقي يرفع الحيف الواقع عنها، وعن أبناء تاديغوست. خطورة الطريق تتجلى أكثر في مرورها على واديين دون إنشاء قناطر تسهل مرور السيارات عبرها في كل حالات الوادي، وتمنع أي تأثير لمياه الوادي على الطريق، التي تحولت إلى حفر تمر عبرها السيارات، كأنها تحاول المرور من حقل ألغام حقيقي يهدد سلامتها وسلامة راكبيها. والحالة الميكانيكية لسيارات ساكنة تاديغوست، وسيارات الأجرة التي تشتغل على هذه الطريق، خير دليل على خوضها لحرب من نوع آخر. حرب على آليات السيارات تشنها الجهات المسؤولة التي تغاضت عن هذه الطريق دون أن تكلف نفسها عناء البحث عن سبل حل مشكلة أصبحت كابوسا حقيقيا لمواطني المنطقة. إن الحالة الكارثية التي وصلت إليها الطريق الرابطة بين گلميمة وتاديغوست، تستدعي وقفة حقيقية ومستعجلة لتوفير ميزانية كفيلة بخلق قنطرتين على الواديين، اللذين تعبر من خلالهما الطريق، وإعادة تعبيد الطريق المهترئة، والتي لم تعد صالحة للإستعمال.