تبعد تاديغوست عن مركز گلميمة بأقل من 20 كلمترا، إذا قسنا الفرق بينهما بالمسافة، وإذا حاولنا قياس الفروق بينهما باعتبارات أخرى فقد نصاب بشيزوفرينيا حقيقية، لتباعد المسافة بينهما أحيانا وتقاربها حد التطابق والتلاقي في نواح متعددة من مناحي الحياة المليئة بالمشاكل والعقبات التي تعيق مسيرة التنمية التي طالما أردناها وطمحنا إليها لتغيير وجه منطقتنا الكالح. لكن المشكلة الحقيقية والأساسية لسكان منطقة تاديغوست هي الطريق الرابطة بينها وبين گلميمة، طريق لا تتعدى العشرين كلمترا كما أسلفنا، أي أنها بلغة الأرقام المالية لن تشكل عبئا على ميزانية وزارة التجهيز، لكنها ستزيل أعباء حقيقية عن كواهل سكان منطقة يعيشون رعبا حقيقيا في كل سفر يضطرهم لقطع المسافة الفاصلة بينهم وبين أغلب مصالحهم الدراسية والإدارية وحتى الاستشفائية، مما يحيل المرض البسيط لدى ساكنة تاديغوست إلى رعب حقيقي خصوصا إذا تزامن مع موسم الأمطار، فكيف الحال بالنساء الحوامل إذا اضطرتهن مياه الوادي لانتظار انحسارها للوصول إلى المستشفى. الطريق التي يقال عنها تجاوزا أنها معبدة أنشئت منذ سنة 1979 مع بعض الترميمات من حين لآخر، تحولت إلى خطر حقيقي على عابريها لما اعتراها من تآكل نتيجة تقادمها دون استفادتها من إصلاح حقيقي يرفع الحيف الواقع عنها وعن أبناء تاديغوست. خطورة الطريق تتجلى أكثر في مرورها على واديين دون إنشاء قناطر تسهل مرور السيارات عبرها في كل حالات الوادي وتمنع أي تأثير لمياه الوادي على الطريق التي تحولت إلى حفر تمر عبرها السيارات كأنها تحاول المرور من حقل ألغام حقيقي يهدد سلامتها وسلامة راكبيها، والحالة الميكانيكية لسيارات ساكنة تاديغوست وسيارات الأجرة التي تشتغل على هذه الطريق خير دليل على خوضها لحرب من نوع آخر، حرب على آليات السيارات تشنها وزارة التجهيز التي تغاضت عن هذه الطريق دون أن تكلف نفسها عناء البحث عن سبل حل مشكلة أصبحت كابوسا حقيقيا لمواطني المنطقة. إن الحالة الكارثية التي وصلت إليها الطريق الرابطة بين گلميمة وتاديغوست، تستدعي وقفة حقيقية ومستعجلة لتوفير ميزانية كفيلة بخلق قنطرتين على الواديين الذين تعبر من خلالهما الطريق وإعادة تعبيد الطريق التي ليس بينها وبين الطرق المعبدة إلا الخير والإحسان ومن العيب والعار في مغرب القرن الواحد والعشرين أن نسمي طريقا كهذه بالمعبدة في حين أن حالتها أسوء من بعض الطرق السالكة الغير المعبدة. إن مقالنا هذا وإن تطرق لهذه الطريق، ليس حصرا للمشكلة فيها بل صرخة حقيقية للالتفات لمشاكل أقل ما يقال عنها أنها كارثية تعاني منها المنطقة ككل، وهذه دعوة صريحة وصرخة ألم حقيقية لمسؤولي وزارة التجهيز لرفع الحيف عن منطقتنا التي عانت عبر العقود من التهميش والإهمال فهل من ضمير حي يعيد البسمة إلى وجوه غادرها الابتسام وحل محله التجهم جراء عقود الحيف والتهميش والإهمال؟؟؟؟ عبد اللطيف قسطاني / گلميمة [email protected]