أقدمت السلطات المحلية في دائرة «مقريصات، في إقليموزان، الأسبوع المنصرم، على عزل عون سلطة، شفويا، وتوقيفه عن مزاولة مهامه، في انتظار المصادقة النهائية على هذا القرار من طرف وزارة الداخلية. وفي الوقت الذي ربطت بعض المصادر عزل «م. م، «شيخ فرقة »بني يمل»، التابعة لقيادة «زومي»، بالحملة التي تشنها السلطات على مزارعي القنب الهندي في المنطقة، حيث وُجهت له اتهامات بتحريض المواطنين ضد القوات العمومية وإذكاء المواجهات التي دارت بينهما مؤخرا في دوار »الخرفان«، التابع لفرقة «أولاد خيرون»، والتي خلفت عدة إصابات في صفوف رجال الدرك، نفى ذلك مقربون من العون المذكور الذين أكدوا أنها مجرد تصفية حسابات وادعاءات باطلة، بدليل أن هذه المنطقة التي شهدت تلك الاصطدامات لا تدخل في إطار نفوذه وتبعد عن مشيخته بحوالي 20 كيلومترا. وكانت السلطات قد استدعت عون السلطة للمثول أمامها في مجلس تأديبي عقد بمقر عمالة وزان، للرد على تلك الاتهامات التي نفاها جملة وتفصيلا، قبل أن تبادر إلى إشعاره شفويا بقرار الإقالة، بداعي كبره في السن، مع أن هناك ما يفوق 12 عونا للسلطة في قيادة »زومي« يكبرونه سنا وما زالوا في مناصبهم. بالمقابل، كشف مصدر موثوق أن لجوء «ف. ع»، رئيس الدائرة سالفة الذكر، إلى مباشرة إجراءات إقالة «م. م» جاء مباشرة بعد رفض هذا الأخير توقيع تصريح بالشرف يكذب فيه ما جاء في الشكاية التي سبق لابنه، العضو في المجلس القروي ل«زومي» أن وجهها لوزير الداخلية للتنديد بمداهمة رئيس دائرة «مقريصات» منزلَه ودخوله عنوة دون رغبته وقيامه بإفزاع من كانوا يوجدون بداخله، مما تسبب في إصابة امرأة حامل بحالة إغماء، حينما كانت لجنة لتقصي الحقائق، تشكلت بناء على تعليمات من محمد طلابي، عامل إقليموزان، تباشر تحرياتها بخصوص الاتهامات التي وجهت للشيخ حول تراميه، رفقة أبنائه، على أراض تابعة لملك الدولة واستغلالها بدون سند قانوني أو شرعي، وهو ما نفته اللجنة في خلاصة تقريرها. واعتبر المصدر أن قرار عزل عون السلطة إجراء تعسفي ينطوي على خلفيات سياسية محضة، الغرض منه جبر خاطر برلماني ذي نفوذ في المنطقة، والذي يتهمه ابن الشيخ، في شكاية توصلت «المساء» بنسخة منها، باستغلال حصانته البرلمانية لتلفيق تُهَم كيدية لوالده، في محاولة لطرده من عمله، بصفته عونا للسلطة لأزيد من 20 سنة، بعدما استطاع النجاح في الانتخابات الجماعية الأخيرة والظفر بمقعد في جماعة «زومي» ورفضه الانصياع لضغوطاته وتهديداته وعدم مساعدته في الحصول على الأغلبية للظفر بالرئاسة.