شنت القوات العمومية بمنطقة مقريصات التابعة للإقليم شفشاون حربا ضد زراعة الكيف بإقليم وزان، وقامت في حملة أولى بإتلاف أزيد من 50 هكتار من الأراضي المزروعة بهذه النبتة الخبيثة، 10 هكتارات منها تابعة للأوقاف الموجودة بدوار ستار ( 40 كلومتر من مدينة شفشاون) تعرضت بدورها للإتلاف. . وقد استعملت السلطات في هذه العملية حوالي أربع جرافات من نوع كوفر كروب في حرب استباقية قبل اكتمال نضج النبثة الخبيثة. وقام 20 من عناصر القوات المساعدة مستعينة بفلاحين، استقدموا من خارج المنطقة لأسباب أمنية، منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضية، بعملية الإتلاف أمام أنظار سكان المنطقة الذي ظلوا يراقبون الوضع من مساكنهم. وأوضح رئيس دائرة مقريصات أن هذه العملية الاستباقية، جاءت بعد حملات توعية في صفوف الساكنة خلال الأشهر الأربعة الماضية، وأضاف في تصريح لـالتجديد، إن هذه العملية هي الأولى خلال هذه السنة وستتبعها عمليات أخرى، سيكون بعدها اللجوء إلى المتابعة القضائية في حق كل المتورطين. وأكد رئيس الدائرة على ضرورة محاربة كل الأراضي التي تعرف هذا النوع من الزراعة دون انتقائية كما هو معمول به في بعض المناطق التي تنتشر بها هذه الزراعة. وعلمت التجديد من مصادر عليمة أن منطقة الجحر، التابعة لقيادة زومي دائرة مقريصات، شهدت هي الأخرى أول أمس السبت حملة إتلاف أزيد من 30 هكتار لمزروعات القنب الهندي. وأوضحت المصادر ذاتها أن العديد من المرشحين للانتخابات يعتمدون وعود حماية الأراضي المزروعة بـالكيف من حملات الإتلاف التي تنظمها السلطات المحلية ضمن برامجهم الانتخابية. وتعد دائرة مقريصا من بين أكبر المناطق التي كانت تعرف انتشار هذه الأنواع من الزراعة، لكن واستنادا إلى معلومات حصلت عليها التجديد فإن نسبة الأراضي التي عرفت تراجعا في زراعة الكيف قد بلغت النصف. وأفادت مصادر من نظارة الأوقاف بوزان أن ناظر الأوقاف لم يلجأ إلى إلزام المكترين للأراضي التابعة للأوقاف بتعهد كتابي يقضي بعدم زراعتها بمادة الكيف كشرط سبق للسلطات المحلية بمقريصات أن ألزمت به المكترين لتلك الأراضي، الأمر الذي لم يرق تجار المخدرات الذين لم يقبلوا على اكترائها إلا بعد تحويل تنظيم السمسرة من دائرة مقريصات إلى مقر نظارة الأوقاف بوزان وزوال شرط التعهد الكتابي. وحسب متتبعين من عين المكان فإن هذا القرار من شأنه أن يفسح المجال لبعض أباطرة الكيف لاتخاذ أراضي الأوقاف مساحة لزرع القنب الهندي. إلى ذلك كشف انطونيو ماريا المسؤول التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والإجرام عن تراجع المغرب في إنتاج القنب الهندي. وأوضح انطونيو ماريا في تصريح لـرويترز نهاية الشهر الماضي أن مساحة الأراضي التي تعرف زراعة القنب الهندي الكيف بالمغرب تراجعت إلى 60 ألف هكتار، بعد أن كانت قد وصلت في السنوات الماضية إلى 70 ألف هكتار في الوقت الذي تقدمت فيه أفغانستان إلى المرتبة الأولى. وقد وصلت مداخيل هذه الزراعة غير المشروعة حسب المسؤول المذكور إلى 12 مليار دولار. موضحا أن الاقتصاد المغربي لم يستفد إلا من ربع مداخيل هذه الزراعة.