نفى امبارك الزيات، المدير الجهوي للمياه والغابات بجهة الشمال الشرقي، أن تكون السلطة قد استعملت الطائرات المروحية لإتلاف حقول القنب الهندي في الشمال، واعتبر الزيات، في تصريح خص به التجديد أن "الطائرات استعملت فقط لإطفاء الحرائق التي شبت في الغابات بتاونات وبعض المناطق بالريف"، وأشار الزيات إلى أن "استعمال الطائرات المروحية يبقى حلا افتراضيا، مادام أن عامل إقليم تاونات ذهب الى إمكانية رش حقول القنب الهندي عبر الطائرات المروحية". واستدرك المسؤول الجهوي قائلا: "ورغم ذلك يبقى هذا الطرح من باب الفرضيات". وعن مميزات الحملة الحالية، أشار الزيات إلى أن "حملة هذه السنة تأتي في إطار الاتفاقية المبرمة بين مندوبية المياه والغابات وبين الجماعات المحلية بتاونات وشفشاون والحسيمة قصد محاربة الظاهرة". من جهته أوضح إدريس الوالي، مدير جريدة صدى تاونات، أن القول باستعمال الطائرات المروحية لإتلاف حقول القنب الهندي الغرض منه تخويف المزارعين ومافيات التهريب. وأوضح الوالي أن ?زراعة القنب الهندي في الريف يبقى مشكلا بنيويا مادام أن سبل التنمية في المنطقة غائبة، إضافة إلى غياب البدائل وارتباط زراعة الحشيش في المغرب بمافيات خارجية، منها الإسبانية على الخصوص... وخلص الوالي إلى "أن ما يميز حملة هذه السنة هو اندراجها في وضعية مأزومة بسبب الجفاف"، وأضاف أنه "من الصعب استعمال الطائرات المروحية، وفي حال استخدامها، ستتحول الوضعية في المنطقة إلى كارثة حقيقية". وقد سبق للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة للأمم المتحدة بتعاون مع المغرب أن أكدت في تقريرها في 2 مارس الماضي على أن المغرب ينتج 40% من الحشيش على المستوى العالمي، كما أنه المصدر الأول للحشيش عالميا ب60%. تقرير 2005 يشير كذلك إلى أن الحشيش في المغرب يشغل حوالي 800 ألف شخص، ومن ثم يمثل الدخل الأساسي لمعظم الأسر بقرى الريف، ويدر منتوج الكيف ملياري درهم سنويا، في حين تبلغ تجارة الحشيش حوالي 114 مليار درهم. وتبلغ المساحة المزروعة 134 ألف هكتار منها 12% أراضي مسقية، وتقدر المصادر ذاتها منتوج الكيف بالمغرب ب47 ألف هكتار، ومنتوج الحشيش بأزيد من 3 آلاف طن. وتبلغ نسبة المساحة المزروعة بالكيف من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة حوالي 27%. وبلغ حجم المضبوطات من الحشيش في عام 2002 ما يقدر ب735 طنا متريا في أوربا الغربية، ثلاثة أرباعها تم حجزها في إسبانيا و66 طنا متريا في المغرب.أما الحجم السنوي للتجارة الدولية للحشيش المغربي فتعادل 12 مليار دولار. من جانب آخر، اعتبر أستاذ الاقتصاد، الدكتور لحسن الداودي، أن الحملات الحالية ضد المخدرات ترتبط بمصداقية المغرب، "فأوروبا تضغط وتريد التعامل بجدية مع هذه الظاهرة، وهذا كان منصوصا عليه منذ اتفاقية برشلونة الموقعة سنة 1996". وأردف الداودي قائلا: "المشكل يكمن في السؤال عما أعدته الحكومة من بدائل لمحاربة زراعة المخدرات، وكذلك عما وفرته من موارد قارة لمعالجة الإشكالات الاجتماعية التي ستنجم عن المكافحة"، وبالمقابل طالب الداودي أوروبا "بتفهم وضعية المغرب ووضع برنامج محدد المعالم لإنعاش المنطقة وتمويل مشاريع لتكوين شباب المنطقة". وتتحدث مصادر من منطقة الريف عن إتلاف مساحات كبيرة كانت مخصصة لزراعة القنب الهندي منذ انطلاق حملة محاربة هذه الزراعة بالشمال منذ بداية ماي الجاري. من بينها 4 آلاف هكتار بإقليم تاونات، وأزيد من 3 آلاف هكتار بإقليمالحسيمة، وتشير التوقعات إلى احتمال إتلاف ما يفوق 50 ألف هكتار خلال حملة هذه السنة، والتي ستمتد إلى متم يوليوز القادم. علي الباهي