تتوقع مديرية الأرصاد الجوية أن تنخفض نسبيا موجة الحرارة المسماة بالشركي، التي تشهدها المدن المغربية، يوم الثلاثاء القادم، على أن ترتفع من جديد يوم الأربعاء. وأشار محمد بلعوشي، مسؤول الاتصال بالمديرية الوطنية للأرصاد الجوية، في تصريح ل«المساء»، إلى أن ارتفاع درجة الحرارة، الذي يعرفه المغرب منذ الخميس الماضي، ناتج عن كتل هوائية جافة وحارة قادمة من الصحراء الكبرى نحو المغرب، وهي الكتل التي تصبح أكثر جفافا بعد تخطيها جبال الأطلس وترتفع درجة حرارتها. وأضاف أن الموجة همت مناطق اللوكوس والغرب السايس وهضاب والماس والفوسفاط والحوز. وأضاف بلعوشي أن درجة الحرارة تجاوزت في بعض المناطق 43 درجة مائوية تحت الظل، بينما ناهزت 38 درجة مائوية في المناطق الساحلية. وأوضح بلعوشي أنه في مثل هذا الطقس ينبغي اتباع إرشادات السلامة بسبب انخفاض نسبة الرطوبة في الهواء وارتفاع درجة الحرارة، خصوصا أثناء التخييم في الغابات التي تصبح أكثر تعرضا لاندلاع الحرائق، كما يستحسن الإكثار من السوائل لتفادي حالات التجفف لدى المسنين والرضع. وفي سياق متصل، تمكنت فرق الوقاية المدنية، ظهر أول أمس، من محاصرة وإخماد النيران التي اندلعت بغابة المعمورة والتي شبت في 30 هكتارا دون أن تسفر عن أية خسائر مادية. وصرح فؤاد العسلي، رئيس مصلحة حماية الغابة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ل»المساء»، بأن أسباب الحريق تبقى مجهولة رغم التحقيق الذي أجري للكشف عن ظروف وملابسات اندلاعه ومن يقف وراءه. وسارعت فرق الوقاية المدنية بسيارات ذات حمولة تبلغ 600 لتر بمساعدة عناصر القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والمياه والغابات إلى جانب عدد من سكان المنطقة المجاورة إلى مكان اندلاع الحرائق لإيقافها. وتمت تعبئة مروحيتين وخمس طائرات وسبع شاحنات لإطفاء الحرائق. واعتبر العسلي أن موجة الحر، التي عرفها المغرب خلال الأيام الثلاثة الماضية، ساهمت في زحف الحريق إلى غابة المعمورة، ووحدها الرياح خففت من وتيرة انتشارها، لتشمل، حسب رأيه، الأعشاب الثانوية فقط دون أن تصل إلى أشجار البلوط الفليني. «جاءت تعزيزات الوقاية المدنية والدرك الملكي في وقت قياسي، مما أدى إلى إيقاف الحريق بعد مضي ثلاث ساعات ونصف، ولم يصل إلى ال150 هكتارا المتبقية، لهذا نحتاج إلى توعية المغاربة بالمحافظة على الغابات»، يقول العسلي.