في الوقت الذي تنفق فيه الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر الملايير من الدولارات، وتغدق فيه المخابرات أموال الشعب الجزائري وعائدات ثرواته النفطية سدى على جمهورية الوهم و"الكارتون" الصحراوية في تيندوف، باسم دعم حق الشعوب في تقرير المصير، والتي تعني في واقع الأمر عصابة محمد بن عبد العزيز المراكشي.. في هذا الوقت، اختار الشعب الشقيق في بلاد الجوار الشرقي للمغرب حبال المشانق، والارتماء بين فولاذ القطارات وسككها، ينشد في الموت خلاصه الحلو من جحيم الحياة الاجتماعية والعيش دون الحد الأدنى للكرامة، بالانتحار اليومي وشبه الجماعي في مدنه وبلداته وقراه، حيث سجلت مؤخرا ب"تيزوزو" وحدها في ظرف لا يتجاوز الأسبوع من الشهر الجاري 19 محاولة للانتحار جل منفذيها في ضد أنفسهم من الشباب، رقم (اللهم لا شماتة) قد يدخل البلدة إلى موسوعة "غنيس" في نسبة الانتحار. وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة "الشروق اليومي" الصادرة بالجزائر خبرا مفاده أن السلطات الأمنية في ولاية تيزي وزو سجلت نحو 12 حالة انتحار في الأسبوع الأول من العام الجاري، بالإضافة إلى خمس حالات انتحار فاشلة. وقالت الصحيفة نفسها انه أقدم على الانتحار في يوم واحد شخص يبلغ من العمر 27 سنة، ويتعلق الأمر بشاب تم العثور عليه مشنوقا بأحد البيوت القديمة بقرية بوعدل، أما الحالة الثانية فقد تم تسجيلها ببلدية" أس يوسف "بدائرة بوغني وراح ضحيتها رجل يبلغ من العمر 61 سنة. وأضافت الصحيفة، أنه تم أيضا تسجيل حالة انتحار أخرى ببوغني، لرجل في ال 30، فضل وضع حد لحياته لسبب لا يعرفه أحد، وأخرى لسيدة 29 شنقت نفسها وقد تم العثور عليها جثة هامدة بمسكنها بقرية "اشرعون" ببلدية ماكودة. كما أشارت "الشوق اليومي"الجزائرية إلى أنه "تم تسجيل 52 حالة انتحار حسب الإحصائيات المشتركة للدرك الوطني والشرطة خلال سنة 2009 بولاية تيزي وزو وحدها. ويضيف مصدر إعلامي آخر أن تصل النسبة تصل إلى حدود تتجاوز المعدل العالمي المعقول بمسافة طويلة؛ وينفذها ضحاياها بوسائل تفوق الخيال بشاعة، تفضل السلطات عدم الكشف عن أرقامها الحقيقية كما تتكتم عن حجم الأموال المهربة إلى تيندوف باسم مساندة الشعب الصحراوي المزعوم في مخيمات الحمادة.