تطاوين * دخلت العلاقات الثنائية بين باريس والرباط مرحلة جديدة بعد التغييرات الجديدة التي شهدتها البلاد في أعقاب الانتخابات الرئاسية وحكومة جديدة، وذلك بين رئيس جديد فرانسوا هولند يرغب في التوازن بين المغرب والجزائر، ورئيس حكومة، جان مارك أيرلوت أعرب سابقا عن تأييده للبوليساريو ويتحدث عن احتلال المغرب للصحراء، ووزير خارجية جديد لوران فابيوس المتأثر بالرئيس الراحل فرانسوا ميتران في نظرته الى إفريقيا. وتتابع الدبلوماسية المغربية بنوع من القلق هذه التطورات بحكم أن القصر الملكي راهن كثيرا على فوز الرئيس نيكولا ساركوزي بما في ذلك التقارير التي أعدتها له وكالات فرنسية مختصة، وعليه امتنع عن ربط جسور الحوار مع اليسار، بل أنه لم يتردد في إصدار بيان تبريري بأن استقبال الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الفرنسي مارتين أوبري من طرف الملك محمد السادس خلال شهر مارس الماضي جاء في إطار عائلي وليس سياسي. والمثير أن الملك هو الذي تولى إصدار البيان. ويؤكد مصدر عليم بالسياسة الفرنسية "لو كان الملك محمد السادس يعلم باحتمال فوز الحزب الاشتراكي لما أقدم على هذا البيان". ويتجلى قلق الرباط من تطورات الوضع السياسي الفرنسي نظرا لوزنها ليس فقط في العلاقات المغربية-الفرنسية بل في ملف الصحراء المغربية، إذ تبرز جميع الأوان لو لم تكن فرنسا الى جانب المغرب خل 15 سنة الأخيرة لشهد الملف منعطفا آخر. ومن الصعب استمرار الدعم الفرنسي اللامشروط للمغرب في نزاع الصحراء وخاصة في الأممالمتحدة، ومن خلال استقراء ألف بوست لآراء بعض الخبراء ومراجعة الكثير من الدراسات، فالأمر يتعلق بتطورات هي التالية: حرص الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند على إيجاد توازن في سياسة باريس تجاه المغرب والجزائر، وهذا لن يتم سوى من خلال مواقف معتدلة من الصحراء، فهولند مصمم على إصلاح العلاقات مع الجزائر لما تشكله من سوق اقتصادية كبيرة خاصة في الأزمة الحالية، وهذا سيتم على حساب الصحراء، علما أن هولند استحضر في أكثر من مناسبة حقوق الإنسان في سياسته الدولية وأكد القطع مع سياسة فرنسا الحالية تجاه إفريقيا والمغرب العربي-الأمازيغي. ومن جانب آخر، يوجد رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك أيرلوت الذي أعرب في رسالة بتاريخ 31 مارس 2011 الى "جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية العربية" أن الحزب الاشتراكي يعتبر "تواجد المغرب في الصحراء احتلالا وأن الحزب الاشتراكي يؤكد على استفتاء تقرير المصير". ورغم أن أيرلوت سيحاول تبني موقف برغماتي فتصريحاته السابقة تبقى مصدر قلق حقيقي للمغرب. نص الرسالة التي بعث بها الى جمعية دعم البوليساريو
وفي الجانب الآخر، يوجد وزير الخارجية لوران فابيوس الذي تولى سابقا منصب رئيس الحكومة في عهد الرئيس فراسنوا ميتران. وكان لوران فابيوس من أشد منتقدي سياسة الحسن الثاني في مجال حقوق الإنسان، ويصف الكثيرون بأنه برغماتي ومدافع عن مصالح فرنسا في الخارج، هذه المصالح التي تجعل موقفه من دعم موقف المغرب في الصحراء غامضا.