في ثامن يناير من السنة المقبلة تحل الذكرى ال15 لرحيل الرئيس فرانسوا ميتران، الذي دامت مدة رئاسته 14 عاما. وبما أن الاحتفاءات ونصب التماثيل لشخصيات الأدب والسياسة والفن طقس عريق في فرنسا، أصبح اليوم أقرب إلى الفرجة، فإن الرئيس الراحل سيعرف بهذه المناسبة حياة أخرى عبر الإصدارات الجديدة، البرامج التلفزيونية، الشهادات، الندوات. في مفكرة الناشرين الفرنسيين صدرت وتصدر مجموعة شهادات، أبحاث ودراسات في مدح الرجل، مساره، منجزاته أو على النقيض، انتقاد وتعرية سياسته وتوجهه. تأتي هذه الإصدارات كذلك للإجابة على طلبات العديد من القراء الذين يقرؤون ميتران كاتبا بكل المقومات الفنية، الأسلوبية والبلاغية، قبل قراءته كرجل سياسة. ويكفي النجاح الذي حظي به كتاب الصحفية رافاييل باكي في عنوان «الموت الغريب» الصادر عن منشورات غراسي والمخصص لصديق فرانسوا ميتران، فرانسوا غروسوفر، للوقوف عند ظاهرة ما أطلقت عليه الصحافة الفرنسية «الطونطومانيا» (الإعجاب بالعم ميتران). ويأتي هذا الاحتفاء في ظرفية يسعى فيها الحزب الاشتراكي الفرنسي إلى استرداد عافيته التنظيمية والسياسية في أعين الفرنسيين استعدادا لخوض الاستحقاق الرئاسي القادم لسنة 2012. تتضمن قائمة الإصدارات شهادات لأقارب، مقربين أو مرافقين سابقين لميتران. في كتاب «يوم في الشارونت: السياف والرئيس»، الصادر عن منشورات لوفانتسكوب، يسترجع جيل كوتير، عضو المجموعة الأمنية والحارس الشخصي للرئيس السابق، علاقات الصداقة الودية التي جمعته بميتران. فيما أصدر رولان دوما، وزير الخارجية الأسبق في حكومة ميتران وأحد المقربين منه، كتاب «حوارات»، صدر عن منشورات ميشال دو مول، وفيه يلقي أضواء كاشفة على شخصية الرئيس. أما جان-كريستوف ميتران، ابن الرئيس السابق، فيصدر كتابا في عنوان «جان-كريستوف ميتران، الابن القريب»، منشورات الإيكواتور)، وهو استعادة وفحص لتورطه في قضية الأنغولا- غيت. في مؤلف «فرانسوا ميتران»، (منشورات مارك-باج،) والذي يصدر في الواحد والعشرين من أكتوبر، يستجمع فابيان لوكوفر وفلورانس بافو دروري، العديد من نسخ الوثائق، المفكرات والصور لميتران. أما في مجال الدراسات التاريخية فيصدر في الثالث عشر من أكتوبر كتاب : «فرانسوا ميتران وحرب الجزائر» من توقيع فرانسوا مايل وبينجامان ستورا. تتركز الدراسة على الحقبة التي تقلد فيها فرانسوا ميتران مهام وزير العدل سنة 1965. أما الباحث فرنسوا أورمانت، فيركز بحثه في عنوان «فرانسوا ميتران، السلطة والقلم» على الدور الرمزي للأدب في بناء عظمة ما أسماه ب«ملك» الجمهورية الفرنسية محللا العلاقة بين السياسة والأدب. أما منشورات لي بيل ليتر، فتعيد إصدار الكتاب السجالي لفرانسوا ميتران، «الانقلاب الدائم»، الذي حرره عام 1964 وذلك في أفق الانتخابات الرئاسية لعام 1965، والتي خسرها آنذاك.