تطاوين احتضنت قاعة الاجتماعات بدار الثقافة بالمضيق يوم الجمعة 22 ابريل، ندوة فكرية إشعاعية، نظمتها جمعية العمل الثقافي بالمضيق، أطرها الفيلسوف و المفكر المغربي البارز الدكتور محمد سبيلا، و كان موضوع اللقاء هو دور المثقف في ظل التحولات الراهنة، حيث تحدث المفكر بإسهاب مميز عن الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلدان العربية خصوصا تونس و مصر و اليمن و سوريا و المغرب...حيت بين أن أهم ما يميز هذا الشباب الذي أنتج هذا الحراك في العالم العربي هو أنه شباب غير مؤدلج ، و أن تمكنه من استغلال الوسائل التقنية و المعرفية و التكنولوجية في عالم الاتصال و المعلوميات هو الذي ساعد بشكل كبير هذا الحراك،و هذا الحراك حسب محمد سبيلا دائما هو نتاج لإحتقان سياسي و اجتماعي و انسداد في الأفق في البلاد العربية ، كما أكد على أن الشعوب تحس كما لو أنها تعيش في حقبة جديدة تسمى بالاستعمار الداخلي.و في سؤال عن موضع المثقف المغربي من التحولات الراهنة رد سبيلا بأن المثقف يستحيل أن يواكب العمل الميداني ، معللا ذلك أنه يجب على المثقف أن يبقى بعيدا شيئا ما عن الشارع حتى يتسنى له تحليل و قراءة الأحداث و الأفكار بشكل مستفيض و صحيح . و أكد محمد سبيلا في نفس الوقت أن الأحزاب المغربية لعبت دورا سلبيا اتجاه المثقف و حاصرته بسبب طريقة عملها و أفكارها. و عن اختيار هذا الموضوع تحديدا، قالت السيدة لطيفة العلوي السوسي في كلمة للجمعية بأن جمعية العمل الثقافي بالمضيق و منذ تأسيسها في سنة 1983 ، وضعت على عاتقها مسؤولية التصدي لكل القضايا و المواضيع ذات الأمية الإستراتيجية بالتحليل و المقاربة رافعة بذلك نشر ثقافة ديمقراطية عقلانية و ها نحن اليوم نسعى لمقاربة موضوع يحظى باهتمام كل الفاعلين ألا و هو دور المثقف في ظل التحولات الراهنة، إيمانا من الجمعية بأن المثقف لاعب أساسي في هذه المعادلة الصعبة و المرحلة التاريخية الدقيقة. هذا و قد امتلأت جنبات القاعة بالحضور الذي استمتع و استفاد من مداخلة المفكر محمد سبيلا، خصوصا طلبة شعبة علم الاجتماع الذين حضروا بكثافة قصد الاستماع إلى صاحب " المغرب في مواجهة الحداثة".