ناقش سينمائيون مغاربة وأجانب، أمس الاثنين بتطوان، قضايا ورهانات وتحديات الفيلم الوثائقي، وذلك خلال ندوة نظمت ضمن برمجة الدورة 17 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط. فبالإضافة إلى الحضور القوي للشريط في الفترة الأخيرة نتيجة العولمة والمتغيرات الحاصلة في العالم، تبقى قضايا تتعلق بهذا الجنس السينمائي في حد ذاته تطرح نفسها بقوة على المبدعين والنقاد على السواء وبالتالي المتلقين الذين تختلف آرائهم في الوثائقي.
ومن بين الإشكالات التي قاربها المشاركون، واقع الإنتاج وظروف الكتابة الإبداعية والعملية الإخراجية والتوزيع.
وساءل هؤلاء السينمائيون، خاصة، القواعد المؤسسة للفيلم الوثائقي من الناحية الجمالية والفكرية والفنية، والعلاقة بينه وبين الواقع الذي يعتبر الوثائقي نتاجه بامتياز، وبالتالي التساؤل عن الآفاق التي يمكن أن يفتحها هذا الجنس الإبداعي، ومدى استحضاره للعمق المعرفي والتاريخي والمجتمعي.
كما تطرق المشاركون في هذه الندوة، التي احتضنتها دار الثقافة بتطوان، إلى الفرق بين الفيلم الخيالي والوثائقي، وهل يمكن لهذا الجنس السينمائي، على الرغم من الاختلاف عن تصنيفه ضمن الإبداع السينمائي، أن يعطي أجوبة عن معضلات الذاكرة التاريخية والحضارية والجماعية.
وفي هذا السياق، أبرزوا أن الفيلم الوثائقي أصبح يحظى باهتمام المشتغلين في الحقل السمعي البصري ومن قبل الجمهور الذي يجد فيه متعة توازي تلك التي يجدها في الفيلم التخيلي.
وربما يرجع السبب، حسب المتدخلين، إلى أن الوثائقي يستمد مادته من الواقع ومن الأحداث اليومية بشكل مباشر دون اللجوء إلى الخيال، مساهما بذلك في تعميق الوعي بالواقع ف`"الوثائقي يمثل الواقع بينما يعوض الخيالي الواقع".
من جانب آخر، تناول المشاركون في الندوة وضع الفيلم الوثائقي بالعالم العربي، حيث يتردد المخرجون في إنجاز أفلام وثائقية، نظرا لغياب التشجيع والترويج، داعين، في الوقت ذاته، إلى إعطاء الفيلم الوثائقي حقه ليحتل موقعه على الخريطة السينمائية وحتى لا يحرم الجمهور من المتعة الخلاقة.
يشار إلى أن المشاركين في الندوة، الممثلين لبلدان متوسطية على الخصوص فرنسا وبلجيكا وإيطاليا ولبنان وسورية، تطرقوا لهذه المواضيع من خلال محاور "الوثائقي حدود الواقع وضفاف الخيال" و"الوثائقي جنس فيلمي متنوع (كتابة وجديد الإنتاج والتوزيع)" و"ثقافة الفيلم الوثائقي" و"الوثائقي والتلفزيون" (دعم إنتاج وتوزيع) و"الوثائقي بين الحقيقة والكذب".