في البداية سيتجاهلونك ثم سيسخرون منك ثم سينتقدونك ثم سيحاربونك.. ثم سننتصر عندما أعلن شباب وشابات المغرب أنهم ليسوا استثناء في زمن التحرر وأن المغرب أيضا بلد جدير بالحرية وشعبه جدير بالكرامة وضربوا لشعبهم موعدا مع التاريخ حددوا انطلاقته يوم 20 فبراير 2011، تجندت جيوش من الفاسدين والمرتبطين بهم والمستفيدين من اقتصاد الريع وثروات الشعب... لوئد حلم هؤلاء الشباب والشابات وتفنن "بلطجية" المخزن في نعتهم بكل الأوصاف فمرة بالمراهقين والسكارى ومرة بالعمالة للبوليساريو والجزائر والصهيونية وحتى الماسونية وفي أخرى اتهموهم بالإلحاد والمثلية وذهب آخرون أبعد من توصيفات القذافي لشعب ليبيا البطل في وصف خيرت شباب وشابات المغرب... وبدورها تنكرت لهم الطبقة السياسية وأحزابها المتهالكة ونال منهم الإعلام الرسمي وشبه الرسمي المأجور... لكن كل تلك الأوصاف والمعيقات لم تثني عزم وإصرار هؤلاء الشباب والشابات ومعهم الشرفاء والأحرار عن الخروج في أغلب مدن وقرى المغرب يوم 20 فبراير للتظاهر السلمي والمطالبة بالكرامة والتغيير، ورغم محاولة تشويه المظهر والمضمون الحضاري والتقدمي لحركة 20 فبراير بخلق فرق من "البلطجية" قامت بتكسير وتخريب ممتلكات خاصة وعامة في بعض المدن وفي ظروف وملابسات غامضة، ضمدت الحركة جرح محاولة التشويه وسارت إلى الأمام إلى مزيد من مسيرات ومظاهرات ما فتأت تتصاعد وتتوسع في كل مدن وقرى هذا الوطن الجريح من شماله الهادر إلى صحرائه الثائرة. تنوعت الشعارات والمطالب والأشكال النضالية الرائعة المبشرة بمغرب الكرامة والعدالة الاجتماعية بقدر ما تنوع وتفنن المخزن في التشويه والقمع والتنكيل والاعتقال... دون أن يصيب شباب وشابات هذا المغرب الجريح الوهن أو الإحباط أو الخوف أو التردد أو التراجع، فكانت كل زرواطة تصيب شابا أو شابة ثائرا أو ثائرة في ساحة أو ميدان أو شارع تدفع العشرات من أقرانهم إلى النزول في الموعد الموالي إلى الساحات والشوارع رافعين أصوات حناجرهم بالتغيير ملوحين بالحرية والأمل، كان كل شاب أو شابة يتم اعتقالها دعوة لتأجيج الاحتجاجات والتحاق العائلات والمعارف بعرس الحرية القادمة وتقليص لموعد ميلاد شمس الوطن الآتي... وبعدما قطع الشك باليقين وأصبحت حركة 20 فبراير كرة ثلج (الأطلسية الريفية الصحراوية الهوى والهوية) تكبر منطلقة نحو الحرية، فهم أشباه الثعابين والضباع والثعالب (البلطجية) الذين هاجموا الحركة وكادوا ودبروا لها وتآمروا عليها أن لا مفر من الحرية والمحاسبة والديمقراطية، فغيروا مواقعهم وجلدهم وأقلامهم وفكت عقدت لسان أجبنهم... وتنافخوا بجرأة لا تعادلها إلى الوقاحة وهم يهللون للحرية والديمقراطية التي كانوا حتى اليوم يغتصبونها في أحزابهم وجرائدهم وجمعياتهم ووزراتهم وإداراتهم وبلدياتهم... إن شباب وشابات حركة 20 فبراير، الطاهرة الشريفة العفيفة البريئة من كل هؤلاء الاليغارشيين والانتهازيين والوصوليين المدنسين بالمال الحرام والصفقات المشبوهة وثروات الفقراء والرشاوي... الذين يحاولون التعلق بتلابيب انتصاراتها، سيكملون طريقهم ومعهم كل أحرار هذا الوطن نحو بناء مغربهم بعد أن حقروا الخوف وتجاوزوا مقدار الشجاعة.. لأن شمسهم لاحت في شاراتهم .. وشمس جلاديهم أدنت بالغروب. محمد سعيد السوسي من شباب حركة 20 فبراير