لا شك أن ما يحدث الان بميدان التحرير بالقاهرة وفي كل المدن المصرية سيشكل لا محالة مادة دسمة لكتاب الرواية والقصة والسيناريو المصريين الذين يستغلون أي حدث وطني من هذا الحجم لتحويله إلى فيلم سينمائي أو مسلسل تلقزيوني حتى يبقى في الذاكرة وتستخلص منه الدروس والعبر، وإخواننا المبدعين في مصر كانوا دائما برعين في هذا المجال وهو ما جعلنا نعرف تاريخ مصر القديم والحديث، نعرف أحزابهم ووزرائهم وحكامهم وحروبهم وزعمائهم السياسيين ومثقفيهم الكبار، بل حتى شوارع المدن وبعض أزقتها و لم يتركوا جزءا من تاريخهم أو شخصياتهم التاريخية إلا وأنتجوا مسلسلات و أفلام عنها، ولكن ماذا عن مبدعينا في المغرب؟ وقد انتهى منذ أيام قليلة المهرجان الوطني للفيلم الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي، فالمتتبع للسينما المغربية يلاحظ بلا شك تطورا كبيرة في عدد الأفلام التي أصبح المغرب ينتجها بفضل الدعم الذي تقدمه الدولية عن طريق المركز السينمائي المغربي، وهذا التطور يهم الجانب الكمي فماذا عن الكيف؟ فالمتتبع لمعظم الأفلام المغربية الحديثة تعتبر الجنس والتعري المادة الدسمة الرئيسية في طبق السيناريو، لدرجة أن البعض أصبح يخشى من مشاهدة الافلام المغربية مع أبنائه، هذا التهافت لبعض المخرجين المغاربة حول الخلاعة والجنس لا يمكن تفسيره أو تبريره إلا بمرض نفسي، ربما نحتاج لأخصائي أمراض نفسية ليشرح لنا سبب ذلك، لكن ما لا نعرفه هو دعم المركز السينمائي المغربي لمثل هؤلاء، واختيار بعض هذه الافلام للمشاركة في المسابقة الرسمية للفيلم. فأين سينمائيونا من التاريخ المغربي القديم والحديث، فتاريخنا زاخر بالأحداث التي يمكن أن تنسج حولها قصص درامية غاية في الروعة ، أم أن مبدعينا لا يعرفون التاريخ المغربي؟ حتى في المسلسلات التلفزيونية ففي كل سنة تتحفنا قنواتنا خاصة في شهر رمضان بباقة من السكيتشات الهزلية التي لا تضحك أحدا والتي تعرف صرف أموال باهظة، فلماذا لا يتم إنتاج مسلسلات درامية مغربية تتناول جزءا من التاريخ المغربي ، أظنه أنه على المركز السينمائي المغربي و القنوات التلفزيونية أن يعيدوا النظر في دعمهم للعديد من الانتاجات ولم لا يتم فرض إنتاج عمل من أصل ثلاثة أو أربعة تهتم بالتاريخ المغربي كي يستفيد المخرج من الدعم مثلا، هذا مجرد اقتراح غير أن الأمر يحتاج لوقفة حقيقية من طرف جميع المعنيين بالأمر.