عرفت الدورة العادية للمجلس الإقليمي لولاية تطوان توجيه عدد من رؤساء الجماعات الحضرية والقروية، بحضور والي إقليمتطوان، انتقادات شديدة إلى المدير الجهوي لوزارة الثقافة، المهدي الزواق، بسبب ما وصفوه بإهماله للشأن الثقافي في الولاية وفي الجماعات الأخرى المجاورة والتابعة له، مثلما انتقدوا إهماله للمباني التاريخية القديمة التي تدخل في نطاق التراث الإنساني لليونسكو. كما وجه إليه البعض الآخر من رؤساء الجماعات الحضرية انتقادات همت عدم تشييد ولو مكتبات صغيرة في هذه الجماعات في الوقت الذي تصرف فيه ميزانيات ضخمة على مهرجانات، يرأسها هو نفسه ومديرة دار الثقافة سميرة قدري. ومن جهته، وجه رئيس بلدية وادي لاو انتقادات لاذعة إلى الزواق، متسائلا حول سبب عدم إيلاء المدير الجهوي أي اهتمام للثقافة في الجماعة، حتى بعد حصول هذه الأخيرة على مكتبة رقمية تم إحداثها مؤخرا بتنسيق بين البلدية وكرسي اليونسكو للإعلام التابع لجامعة «مالقة»، حيث تم وضعها داخل حاويات للسلع كالتي تستعمل في الموانئ والمرافئ البحرية. وهي الانتقادات التي أكدها الوالي خلال الاجتماع المذكور. في نفس السياق، عبرت ساكنة المدينة عن استيائها مما تعرفه محطة القطار القديمة في تطوان. فمنذ ست سنوات خلت، وبالضبط في شهر في مارس من سنة 2005، استبشرت ساكنة المدينة وعشاق الفن التشكيلي بافتتاح متحف ل«الفن الحديث» بعد عملية ترميم لمحطة القطار السابقة التي شيدت سنة 1923 في عهد الحماية الإسبانية، حيث تمتد على مساحة 1176 مترا مربعا. وحضرت حكومة الأندلس، بصفتها جهة مانحة لمبلغ 135 مليون سنتيم، ممثلة في رئيسها حينها مانويل شافيس، من أجل الترميم، فيما خصصت وزارة الثقافة مبلغ 175 مليون سنتيم. وكان مُدرجا أن يفتتح المتحف أشهرا بعد ذلك، حيث تم تجهيزه بشكل متطور، ابتداء من كاميرات المراقبة إلى غيرها من التجهيزات الأخرى، كما تم تعيين مدير رسمي له. وإلى حد الآن وبعد مرور ست سنوات، مازال المتحف مغلقا، والكاميرات يعلوها الصدأ، والمبنى، الذي أنفقت من أجل ترميمه حوالي 350 مليون سنتيم، يوجد في حالة يرثى لها، لأسباب تبقى مجهولة، فلم يفتح في وجه العموم، بينما المفارقة الأكثر غرابة هي وجوده ضمن لائحة المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، حيث نجد في موقع الوزارة اسم المدير المعين به، ورقم الهاتف للاتصال بالمتحف، وغير ذلك من المعطيات، إذ يعتقد أي زائر للموقع أن المتحف يشتغل بشكل عادي، في الوقت الذي تعاين فيه ساكنة تطوان المتحف كمجرد مبنى خاص بالأشباح. المتحف «الشبح» الجديد للفن المعاصر يتوفر، حسب الملف الخاص به لدى الحكومة الأندلسية، على قاعة للعروض وقاعات المؤتمرات، ومركز للمؤتمرات وعدد من المرافق الأخرى التي يمكن أن تستوعب جميع أنواع الأنشطة الفنية، بالإضافة إلى مناطق خضراء وفصول دراسية.