يستمر التساؤل في اسبانيا حول تاريخ قدوم السفير المغربي أحمد ولد سويلم لتولي شؤون السفارة المغربية في العاصمة مدريد الشاغر منذ قرابة سنة، كما تستمر بعض فصول التوتر في العلاقات مثل إصرار حكومة الرباط على منع الصحافيين الإسبان من الدخول للمغرب ولو للسياحة فقط. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد اختار أحمد ولد سويلم سفيرا في العاصمة مدريد خلفا لعمر عزيمان الذي يترأس لجنة خبراء تسهر على إعداد نظام الجهوية (نوع من الحكم الذاتي) للمناطق المغربية. ومنذ يناير الماضي، وكرسي السفير المغربي في مدريد اصبح شاغرا رغم أن الملك محمد السادس كان قد استقبل ولد سويلم يوم 26 نوفمبر الماضي وسلمه ظهير التعيين. ورغم مرور كل هذه المدة لم يصل السفير بعد إلى السفارة، الأمر الذي يجعل الدبلوماسية الإسبانية في حيرة من أمرها. وكشفت عدد من المصادر السياسية الإسبانية ل'القدس العربي' أن لا أحد يعلم السر في هذا التأخير لا سيما وأن اسبانيا لم تترك نهائيا سفارتها فارغة في الرباط، مؤكدة أن تواجد السفير يعني وجود علاقات ممتازة في حين أن غياب السفير يؤشر إلى برودة في العلاقات الثنائية. والواقع أن غياب السفير المغربي يطرح علامات استفهام حول مستوى العلاقات الثنائية بين مدريدوالرباط، وفي الوقت ذاته، فحضوره سيشكل مشكلة من نوع آخر بسبب طبيعة السفير المعين. وكان أحمد ولد سويلم يعتبر حتى بداية صيف 2009 من قادة البوليزاريو وعضو مؤسس لهذه الجبهة، والتحق بالمغرب منذ سنة ونصف السنة، وارتأى الملك محمد السادس تعيينه في مدريد في رسالة واضحة للطبقة السياسية والرأي العام في هذا البلد الأوروبي بوجود صحراويين مغاربة يدافعون عن الحكم الذاتي. ويؤكد المراقبون أن وصول السفير أحمد ولد سويلم سيتسبب في مواجهة قوية مع البوليزاريو في العاصمة مدريد والتي تعتبر معقلا لهم. ويبدو أن فصول التوتر تستمر بين المغرب واسبانيا وإن كانت ليس على المستوى الرسمي مباشرة. في هذا الصدد، تصر حكومة الرباط على منع الصحافيين الإسبان من الدخول إلى المغرب ولو من أجل السياحة. فمنذ بداية الشهر وحتى أمس الأحد منعت السلطات المغربية قرابة عشرة صحافيين من قضاء عطلتهم في مدينة مراكش أساسا. بل امتد المنع حتى للعاملين الملحقين بالصحافة مثل الإشهار في مؤسسات إعلامية كحالة تطرقت إليها جريدة 'الباييس' أمس الأحد لموظفة في قسم الإشهار في شركة بريسا التي تمتلك إذاعات وقنوات تلفزيون وجرائد من ضمنها 'الباييس'. وتبرر الرباط قرارها هذا بما تصفه ب'الانحياز السافر' للصحافة الإسبانية في تغطيتها لأحداث في مخيم العيون في الصحراء الغربية. وكان المنع في البدء يشمل مدن الصحراء أما الآن فمجموع المغرب. وتضغط فيدرالية جمعيات الصحافة الإسبانية التي تضم أكثر من 20 ألف صحافي على وزارة الخارجية في مدريد لكي تطلب من نظيرتها في الرباط وضع حد لعمليات المنع خاصة وأن الإسبان يزورون المغرب بدون تأشيرة. وتفضل الدبلوماسية الإسبانية عدم تقديم أي احتجاج إلى الرباط لتفادي حدوث توتر رسمي بين البلدين. ويسود الاعتقاد أن الحكومة المغربية قد تفرض على الصحافة الإسبانية غير المعتمدة في المغرب شروطا من ضمنها تقديم طلب لزيارة المغرب في حالة إنجاز عمل صحفي ما، عكس ما كان عليه الحال في الماضي عندما كان الصحافيون الإسبان يزورون المغرب وينجزون تغطيات صحفية بدون طلب مسبق إلا في حالة السمعي البصري.