قررت الرباط تعيين سفير جديد في اسبانيا يعتبر أحد أبرز قادة البوليزاريو الذين عادوا إلى المغرب، هو أحمد ولد سويلم. وقبلت حكومة مدريد على مضض بهذا التعيين وتتخوف من أن يخلق ذلك الكثير من التوتر طالما أن هذا البلد الأوروبي بدأ يتحول إلى ساحة حقيقية للمواجهة بين المغرب والبوليزاريو حول الصحراء الغربية. وكان المغرب قد استدعى سفيره في مدريد عمر عزيمان إلى الرباط لكي يشرف على اللجنة الاستشارية المكلفة بتطوير الحكم الذاتي والذي تسميه الإدارة المغربية الجهوية الموسعة. وبقي منصب السفير شاغرا طيلة الشهور الثلاثة الماضية. وجرى الحديث عن الكثير من الأسماء لتولي منصب السفير، وكانت جريدة أخبار اليوم الصادرة في الدارالبيضاء هي السباقة في نشر الخبر منذ أسبوعين، وأكدت يومية الباييس الخبر في عددها الصادر أمس الأحد. وتعتبر هذه أول مرة يقوم المغرب بتعيين سفير له في الرباط من أصل صحراوي بل الأكثر من هذا فهو كان يعتبر حتى بداية 2009 من كبار القياديين في صفوف البوليزاريو. وكان المغرب قد عين قنصلا في جزر الخالدات، هو عبد الرحمن ليبدك الذي بدوره كان من أعضاء البوليزاريو ولكن ضمن الصف الثاني. السفير المرتقب أن تصادق حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو على اعتماده كان ضمن الشخصيات العشر الكبار في البوليزاريو، فهو ابن رئيس بلدية مدينة الداخلة التي تقع في الصحراء الغربية، ولد سويلم العبايدة الذي تولى المنصب إبان الاحتلال الإسباني للصحراء، بل وعمل أحمد ولد سويلم بدوره في الإدارة الإسبانية قبل سنة 1975. ويعتبر ولد سويلم من مؤسسي البوليزاريو، وتولى عددا من المناصب الدبلوماسية منها سفير البوليزاريو لدى إيران ثم أنغولا، كما كان مستشارا ل الجمهورية الصحراوية ، لكنه قرر الانشقاق عن البوليزاريو سنة 2009 بسبب اختلافات عميقة في تسيير نزاع الصحراء، وأعلن انضمامه للمغرب وتأييد الحكم الذاتي الذي طرحه العاهل المغربي الملك محمد السادس. وأبرزت جريدة الباييس أن مدريد ستصادق على تعيين ولد سويلم ولكنها غير متحمسة لهذا التعيين لأنها تدرك أنه تعيين سياسي بامتياز، حسب الصحيفة. وتتخوف مدريد من تركيز سويلم نشاطه على الدفاع عن مغربية الصحراء وعدم الاهتمام بالملفات الأخرى المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وسيشكل هذا التعيين ضربة قوية للبوليزاريو، لأن ولد سويلم هو أحد المدافعين عن صحراء منفصلة عن المغرب سيتحول إلى أكبر مدافع عن مغربية الصحراء. وتتجلى أهمية ولد سويلم في كونه سيقوم بنشاطه في دولة اسبانيا التي يتعاطف رأيها بشكل كبير مع أطروحة البوليزاريو