تخيم غيوم أزمة دبلوماسية صامتة بين المغرب واسبانيا على خلفية تأخر الأخيرة في الرد على تعيين الرباط سفيرا لها في مدريد من أصول صحراوية. وأفادت مصادر دبلوماسية رفيعة أن الرباط غير راضية عن الموقف الاسباني، والذي اعتبرته رفضا ضمنيا للاسم الذي اقترحته سفيرا للمغرب بالجارة الشمالية اسبانيا. وظل منصب السفير المغربي بمدريد شاغرا منذ شهور بعد تعيين السفير السابق عمر عزيمان رئيسا للجنة الاستشارية حول الجهوية من طرف الملك محمد السادس. واقترحت الرباط أحمد ولد السويلم سفيرا بالعاصمة الاسبانية غير أنها لم تتلق ردا رغم مرور شهرين على هذا المقترح، ما فسرته الرباط بأنه رفض ضمني للاسم الذي اقترحته. وكان ولد السويلم قد انشق عن البوليساريو وعاد إلى المغرب الصيف الماضي ، حيث استقبل من طرف الملك محمد السادس، وهو يعد واحدا من أبرز العائدين إلى المغرب منذ سنوات . ورفضت مصادر متطابقة تفسير ما يقع بكونه "أزمة دبلوماسية صامتة" بين البلدين، مشيرة إلى أن الاختلاف حول الأسماء المقترحة لشغل منصب السفير من الأمور التي تقع في العلاقات الدبلوماسية بين البلدان. وذكرت بأنه سبق أن وقع خلاف مماثل بين الطرفين حينما رفضت مدريد مطلع الثمانينات من القرن الماضي تعيين الكاتب والشاعر أحمد عبد السلام البقالي سفيرا مغربيا باسبانيا. وفسرت ذات المصادر الموقف الاسباني بكون مدريد تتطلع بأن يكون السفراء المغاربة في مدريد من "الوزن الثقيل". وجرت العادة أن تعين الرباط وزراء سابقين ودبلوماسيين كبارا على رأس سفارتها بمدريد. غير أن اقتراح ولد السويلم ، شيخ قبيلة أولاد الدليم بالصحراء وأحد القادة المؤسسين لجبهة "البوليساريو". سفيرا يحمل أكثر من دلالة بحسب نفس المصادر والتي أشارت إلى أن أهمها إحداث مزيد من التقارب والتفاهم في موضوع الصحراء، خاصة وأن اسبانيا (المستعمرة السابقة للأقاليم الصحراوية المغربية) منخرطة في المساعي الرامية إلى إيجاد حل سلمي ودائم لمشكل الصحراء.