سبق وأن نبهنا في جريدة الاتحاد الاشتراكي إلى عمق ومخاطر استنبات الصراع الوهابي الشيعي بالمغرب من خلال الترخيص لجمعيات معولمة بنفس الاسم، سواء منها كالخط الرسالي أو كجمعية الآل والأصحاب. ورغم هذه التحذيرات فقد أطلت علينا يوم السبت المنصرم جمعية معولمة تحمل اسم «رساليون تقدميون»، عقدت جمعها العام بمقر إحدى الجمعيات الحقوقية المحلية، التي فتحت أبواب مقرها للإعلان عن هاته الجمعية الدخيلة على المجتمع المغربي عامة و المجتمع التطواني على الخصوص. وجمعية «رساليون تقدميون» هي عنوان لعولمة الجمعيات الشيعية، فنظيرتها بالمشرق العربي وبريطانيا، وهي جمعيات شيعية ،في تدافع واضح مع الجمعيات الوهابية ، كما أن سياقات تأسيس «رساليون تقدميون» جاءت بعد الاعتراف القانوني بمركز بحثي تابع للشيعة المغاربة تحت اسم مؤسسة الخط الرسالي للدراسات والنشر، وهي جمعيات شيعية، تحاول كلها خوض حروب بالوكالة في المغرب، واستيراد حقول هذا الصراع الديني ، الذي يعتبر المغرب محصنا منها و بعيدا عن هاته الانشغالات المذهبية. واختيار اسم رساليون تقدميون كجمعية شيعية بتطوان، يجسد بالملموس اختيار هذا التيار مبدأ التقية في أبهى تجلياتها، بل يندرج مشروعه التغلغلي على مبدأ تخدير المجتمع المغربي والاحتيال عليه، واختيار مصطلح التقدميون يجسد مرامي هذا المشروع، بهدف استمالة النخب التقدمية والأحزاب الوطنية التقدمية لأجل الدفاع عن حقها في الوجود. فالتيار الرافضي الشيعي المبطن في جمعية رساليون تقدميون، ينهل من معين وأدبيات الناشط الشيعي المثير للجدل ياسر الحبيب، المعروف بتشدده وغلوه تجاه التيار السني، بل يتذكر المغاربة خرجته الإعلامية، عندما قال «ستنشأ دولة شيعية في المغرب يقينا ... وسيكون بُناتها هم هؤلاء الشيعة الجدد»، وبالتالي فإن هذا التصريح يندرج ضمن خلفيات ومرجعيات المخطط الشيعي، والذي يسعى بدوره إلى إنجاز انقلاب في ثوابت البلاد، بحيث يعمل على ود المجتمع والأحزاب التقدمية ليتسلل إلى محاباة السلطة، وعينه على ضرب وزعزعة المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف المغربي، ليتم المرور بعد ذلك إلى جعل آل البيت بالمغرب شيعة، وهو بالتالي إنجاز انقلاب أبيض، ولما لا انقلاب أحمر سريعا، وهو ما يتكامل مع تصريح منظر الخط الرسالي ياسر الحبيب «ستنشأ دولة شيعية في المغرب يقينا ... وسيكون بُناتها هم هؤلاء الشيعة الجدد». إن سلطات تطوان و معها مصالح وزارة الداخلية مركزيا أمام محك جديد لتحصين الحقل الديني المغربي من أي اختراق خليجي وتمنيعه، والذي يفرض التصدي لمثل هذه الجمعيات المعولمة، عبر منعها وحلها، واستحضار التجربة اليمنية واللبنانية في تعاطيها مع الشيعة ، حيث يتضح أن التيار الشيعي المغربي يسعى إلى استثمار المستجدات الدستورية لربح أرضية ثقافية بناء على المستجدات والتغيرات الدولية بهدف تقويض أركان الدولة وإنجاز مخططه المعمد بالدم والحقد. جواد الكلخة/ الاتحاد الاشتراكي