الدكتورمحمد بلال أشمل:استفزتني بعض النصوص القدحية الاسبانية حول الرسول. الترجمة التي ليس فيها شغف عميق لن تكون سوى نقل ممسوخ للمتن اللغوي كتب: يوسف بلحسن احتضنت مكتبة أبي الحسن الشاذلي بمرتيلعشية الجمعة فاتح أبريل لقاء فكريا متميزا وراقيا مع الدكتور محمد بلال أشمل بمناسبة صدور كتابيه: "صورة الرسول محمد صل الله عليه وسلم في الفكر الاسباني المعاصر" 2015 و" اسبانيا بغير عمد "2016ترجمة لكتاب الفيلسوف الاسباني "اورتيغا اي غاسيت" اللقاء كان فرصة ليتحدث فيها المؤلف عن أسباب توجهه نحو الاهتمام بالفكر والفلسفة الاسبانية في وقت احتلت فيها الريادة مدراس اخرى خاصة الفرنسية والالمانية... الدكتور بلال قال انه في المرحلة الجامعية اكتشف "كاميلوطوريس" وفكر "لاهوت التحرير" عبر استاذه حسن حنفي ليكون لهذا الاكتشاف الذي خلخلة موازين المعرفة باسبانيا بالنسبة له ولسكان الشمال عامة) والتي ارتبطت بالأساس بمعالم محددة مقتصرة على فرق كرة القدم الإسبانية الشهيرة البارصاوالمدريد، وبعض أنواع المأكولات الاسبانية (...وعبر الاسطورة" ماتشادو"ستفتح الافاق كبيرة على المفكر" اورتيغا دي غاسيت" وغيره :"وفتح أمامي بابا لم أتخيل وجوده ويتعلق بالفكر الاسباني واسهاماته الكبرى" بلال أشمل. المحاضر تحدث عن تجربته في الكتابة بكافة اشكالها سواء عبر الصحف والمجلات الفلسفية العالمية المختصة أو عبر عدد من الكتب والتي حاول من خلالها التشجيع والدعوة الى توسعة الفكر المغربي لينفتح على الفكر الاسباني بقدر انفتاحه على مدراس غربية وشرقية مماثلة وقال:" هناك ما أطلق عليه ب"ضغط التخوم" فتاريخنا مشترك وجغرافيتنا مشتركة وحتى حروبنا وحربوهم مشتركة فنحن شاركنا في حربهم الاهلية ...كل هذا وغيره يدعونا الى فتح نافذة التداول الفكري الفلسفي الاسباني والغوص فيه ...وما يهمني هو دراسة المتن الفكري عندهم خاصة الاسلاميات والفقه والمذهب والعقيدة وكيف نظروا اليها من زاويتهم وفكرهم..." مؤطر هذا اللقاء الفكري الاستاذ منعم اولاد عبد الكريم الكاتب واستاذ اللغة القتشالية تحدث عن اهمية انتاجات الدكتور محمد بلال اشمل خاصة في الكتابين وقال: "ان المؤلف عالج نقطتين فكريتين الاولى ومن خلال كتاب النبي محمد تعرض لنظرة الفكر الاسباني لنبي الاسلام اما من خلال كتاب اسبانيا بغير عدم فقد تطرق لقضية الفكر الاسباني داخليا او كيف نظر المفكر اورتيغا للنظرة الانهزامية لشعب اسبانيا داخليا المؤلف وخلال تقديمه لكتاب صورة النبي محمد في الفكر الاسباني المعاصر عاد مرة أخرى الى مرحلة الدراسة ليشير إلى تأثير الدكتور جمال الدين العلوي عليه وقال:" هذا الاستاذ الكبير دفعني الى التفكير والبحث حول علامات مضيئة من فكر الشمال من شاكلة بن عرضون واخرين واستحثني على الوقوف على ذخائرالتراث في الشمال وما تشكله تطاون العامرة في الأنطولوجية المغربية" وأضاف: «أثناء اعدادي لرسالة الدكتوراه حول ابن رشد " بداية المجتهد" ،استفزتني بعض النصوص الاسبانية القدحية حول رسول الاسلام،..."الامر الذي دفعه الى اصدار هذا الكتاب الذي عالج من خلاله بعض العينات مع تمهيدات تؤرخ لتشكل صورة النبي محمد في الفكر الاسباني بتلك الشاكلة السلبية واستعرض في بعض فصوله عددا من الكتاب ومن بينهم معاصرين عالجوا بطريقة خاطئة ومتحاملة قضية نبي الاسلام وقال المؤلف:" اكيد أن هذا المجهود بسيط ولن يف بالغرض ولذلك أدعو الى ما اسميه " عصبة مباركة"من الباحثين والمفكرين تتولى عملية تنوير الاخرين حول عظمة النبي محمد وتصحح أخطاء المفكرين الاسبان حول شخصيته العظيمة" المؤلف عرج بعد ذلك للحديث عن كتابه الثاني والذي هو ترجمة حملت عنوان "اسبانيا بغير عمد" خطاطة لبعض الافكار التاريخية لاورتيغا اي غارسيا" واعتبر أن هذا المفكر يجب أن يحظى بعناية خاصة نظرا لقيمة افكاره ولأنه يمثل الفكر الاسباني الرائد خصوصا في تحليله لمرحلة انتقال اسبانيا من امبراطورية عظمى إلى دولة محدودة وقال:" المفكر اورتيغا هو الذي فجر وأنار الدروب المظلمة لاسبانيا ولابد من العودة لدراسته ولفهم منهجه خاصة للباحث في تاريخ اسبانيا وحاضرها "واضاف:"المتتبع الحالي لوضعية الجارة ولصراعاتها الداخلية ولانتشار نظرة الانفصال داخلها سيجد في كتابات اورتييغا وتعرضه لآفاتها سابقا تفسيرا منطقيا " الكاتب اشار الى انه لما قام بالترجمة عمل على احترام اليات الفكر للتعامل مع ملفات فلسفية وهامة وقال:" الترجمة التي ليس فيها شغف عميق لن تكون سوى نقل ممسوخ للمتن اللغوي الاسباني ...ولذلك يجب الخوض فيها بمحبة وشغف لعلها تعطي ثمارا مرضية ولا تكون مجرد منتوج ردئ، وترجمتي لهذا المفكر الكبير خطوة محترسة تضع في الحسبان القارئ الفاهم المفكر العارف بإسبانيا وقد أردتها ان تكون مساهمة في الثقافة المغربية والانفتاح على شرفة أخرى من التداول الفكري " وانتقد الكاتب الهوس الكبير الذي ظهر مؤخرا لترجمات لا تحترم أدنى القواعد ويغلب عليها البعد المادي . عدد من الحاضرين شاركوا في إغناء هذا اللقاء الفكري من خلال نقاشات واستفسارات حول أهمية الفكر الاسباني بالمقارنة مع باقي المدارس المشهورة ،وهي النقط التي لا تزال تثير بعض الاسئلة الأمر الذي يؤكد على أهمية تنظيم مثل هذه الندوات ،ومن جهته أكد الاستاذ بلال أشمل على أن الوسيلة الوحيدة لفهم الاخر او لافهامه هو التواصل والاستمرار في عمليات البحث والتنقيب وقال:" يجب العمل على نقل كامل المتن الاخر الى اللسان العربي حتى يتسنى لنا التعرف عليه أكثر وأعمق"