محمد بلال أشمل عن منشورات "الجمعية الفلسفية التطوانية" (تطاون 2008) صدر لي كتاب يحمل عنوان" مناسبات أورتيغيانية: مقالات في الفكر الإسباني المعاصر"؛ وهو مؤلف يتناول الموضوع الإسباني في بعده الفكري والفلسفي والتاريخي؛ غايته فتح نافذة الفكر المغربي والعربي على التجربة الفكرية الإسبانية القريبة منا كلما مضى بنا البحث في شمال الفلسفة، أو ساقنا النظر إلى جنوب التاريخ تعميقا لمقتضيات الحوار الحضاري، وتنويعا لمصادر التثاقف الفكري مع الآخر الغربي في صورته الإسبانية. ولعل الجديد في" مناسبات أورتيغيانية" أنه يتناول بعض الاهتمامات الفلسفية الإسبانية الفكرية كما هي متداولة في اللغة الإسبانية، وكذا علاقة بعض المفكرين الإسبان بالمغرب وبالإسلام مثل" الفلسفة الإسبانية في التداول الفكري المغربي"، و" حوار الفكر المغربي الإسباني"، والتساؤل عما إذا كان هناك" وجود للفلسفة الإسبانية"، و" الماركسية في الفلسفة الإسبانية المهاجرة إلى أمريكا"، ونموذج من" آراء أهل إسبانيا الجوهرية"، وأصداء" هزيمة إسبانيا عام 98"، واستخلاص العبر الفكرية والسياسية منها، ووضع" أورتيغا إي غاسيت في الفكر العربي"، و" نموذج من إحياء ذكرى وفاة أورتيغا إي غاسيت"، و" لمحات تربوية لدى أونامونو"، وعلاقة" أنخيل غانيفيت بالإسلام وبالمغرب... وغيرها من المواضيع التي تتوزعها سبعة فصول وتصدير. وهكذا فقد عنونت تصدير كتابي ب" فلسفة بضفتين"، عرضت فيه ل" حوار الفكر المغربي الإسباني"، دواعيه وأسبابه ومقتضياته ومظاهره، وكذا لحال" الفلسفة الإسبانية في التداول الفكري المغربي". أما في الفصل الثاني الذي عنونته ب" الفلسفة الإسبانية: الوجود والامتداد"، فقد تساءلت فيه" هل من وجود للفلسفة الإسبانية ؟"، وتحدثت فيه عن" الماركسية في الفلسفة الإسبانية المهاجرة إلى أمريكا". أما في الفصل الثالث، والذي عنوته ب" أورتيغا في المناسبة المغربية والمشرقية"، فقد رصدت فيه وضع" أورتيغا إي غاسيت في الفكر العربي"، وتتبعت "أصداء مغربية لدى أورتيغا إي غاسيت" ساعيا إلى تكوين نظرية أورتيغانية حول بلادنا. أما في الفصل الرابع، والذي عنونته ب" أورتيغا في مجلة الغياب"، فقد عاينت" الحضور المرئي للمسافة" في شخص أورتيغا إي غاسيت، وترجمت مقالة لخوليان مارياس بعنوان" أربعون سنة على وفاة أورتيغا إي غاسيت"، ورصدت" نيتشه عرضا لدى أورتيغا إي غاسيت". أما في الفصل الخامس، والذي عنونته ب" آخر الأمجاد الوطنية"، فقد قدمت فيه إحدى" لمحات أونامونو التربوية"، كما راقبت" أرانجورين بين تجربة الحياة وتجربة الموت". أما في الفصل السادس، والذي عنونته ب" إسبانيا كمشكلة"، فقد عرضت ل" آراء أهل إسبانيا الجوهرية"، و ذكرت ب" هزيمة إسبانيا 98 "، وتحدثت عن" الفلسفة والسلام" بمناسبة لقاء" خيخون الفلسفي. أما في الفصل السابع والأخير، والذي عنونته ب" الإيدياريوم المغربي"، فقد رصدت علاقة" أنخيل غانيفيت بالإسلام وبالمغرب". لم أشأ أن أضع لكتابي خاتمة، لأني حسبت أن القول فيه لن يبدأ حقا وفعلا، إلا بتراكم حقيقي في مجال الإسبانيات الفلسفية، وما هذه ال" مقالات" إلا" مناسبات" للتفكير في حال ومصير الفكر المغربي في علاقاته الإقليمية والكونية. محمد بلال أشمل تطاون العامرة