رغم العمليات الاستباقية التي تباشرها الأجهزة الأمنية بالمغرب بغرض تفكيك خلايا متخصصة في استقطاب وإرسال مغاربة للقتال ضمن صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا أن الواقع يظهر استمرار نزيف الالتحاقات بكل من سورياوالعراق، آخرها همّ انضمام أستاذ حاصل على شهادة "ماستر" ولاعب كرة قدم محترف، وكلاهما ينحدران من تطوان. مصدر مقرب من الأستاذ، وهو خريج لجامعة عبد المالك السعدي بشهادة ماستر ضمن تخصص علوم الحياة والأرض، قال إن "م. د." فاجأ عددا من الأساتذة المقربين منه بخبر انضمامه ل"داعش" قبل أيام، بينما سبق له إعلام أسرته بكونه غادر التراب الوطني لقضاء عطلة صيفية في أوروبا كما هي عادته في كل عام. ويشير مصدر هسبريس إلى أن الأستاذ، ذو ال31 سنة والمدرس بإحدى إعداديات تطوان، قد نجح أخيرا في مباراة للترقية يلتحق على أثرها بالسلم الإداري ال11، "كان أبرز المناضلين في شوارع الرباط طيلة الأشهر الماضية للمطالبة بترقية الأساتذة حاملي الشواهد الجامعية العليا" يقول المصدر، فيما تورد المعطيات أن الملتحق الجديد ب"داعش" ينتمي إلى أسرة ميسورة جدا في "مدينة الحمامة" كما سبق له أن درّس ضمن النفود الترابي لإقليم الحسيمة. المنشورات الفيسبوكية الخاصة بالأستاذ المذكور، الذي طلّق زوجته منذ مدة ولم يترك لحد الساعة أي رسالة لعائلته حول سفره، تنمّ عن ميولاته الفكرية المتطرفة والمنتصرة لأدبيات "داعش"، والمعارضة بشدة لعقائد وتصورات باقي الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها "الإخوان المسلمين" و"حماس"، إلى جانب حزب العدالة والتنمية المغربي وجماعة "العدل والإحسان"، ويلوح اهتمامه الكبير بأخبار ما يجري في العراقوسوريا، وكذا إيران وتركيا بشكل مثير. وكتب "م. د."تدوينة تمدح بالفضاء الذي تسيطر عليه داعش وما يعرفه من تدابير، وهو ما رأى فيه مقربون منه إشارة إلى التحاقه الفعلي بالتنظيم.. بينما قُطعت الشكوك حين قال على حسابه للتواصل الرقمي إنه سيسعى ليكون جنديا من "جنود الخلافة" وليس "بيدقا للطواغيت"، وبعدها بعث رسالة تحذير حول حذف حسابه ورد بها: "ممكن أن يتعرض حسابي في أي لحظة للحذف. فان استمر في الاشتغال سنظل نتقاسم معكم أحبتي جميع الافكار والاحداث. وان حذف نسألكم المسامحة والدعاء". قصة التحاق شباب ينحدرون من تطوان لم تتوقف حديثا عند حدود الأستاذ ذو التكوين الجامعي المحترم، حيث تناقلت مصادر ناشطة بإعلام القرب نبأ عن فلاح "داعش" في تجنيد لاعب بالمنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة، ويتعلق الأمر بمحترف سابق بالدوري القطري لذات الرياضة، حيث تلقت عائلته اتصالاً هاتفيا من ابنها يبلغها ضنمه بالتحاقه بجبهات القتال السورية، منضما إلى صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية". وتشير المعطيات ذاته إلى أن اللاعب "م. ح. و" كان يمارس مع فئة شبان فريق المغرب التطواني، وسبق له الاحتراف ضمن الدوري الكويتي ثمّ القطري الخاص بكرة القدم داخل القاعة، قبل أن يعود إلى الدوري المغربي للعب لصالح فريق "أجاكس تطوان"، وذات الرياضي سبقت له المشاركة مع المنتخب الوطني ل"الفوتسَال" ببطولة العالم 2012 التي احتضنتها مملكة التايلاندا. وتأتي هذه الحالات المتكررة مقترنة بمناطق شمال المملكة، لتتفق مع التقرير الأخير الذي أصدره نشطاء مرصد الشمال لحقوق الإنسان مثيرين ضمنه "هجرة المقاتلين المغاربة المنحدرين من شمال المغرب إلى سورياوالعراق"، وبه ما رصد خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير 2015 إلى نهاية يونيو المنصرم، حيث كشف التحاق 16 شابّاً، جلّهم من تطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل، بتنظيم "داعش".