أعدت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالحسيمة برنامجا تثقيفيا وتربويا غنيا ومتنوعا، وذلك تخليدا للذكرى ال 65 للأعياد الثلاثة المجيدة عيد العودة وعيد الانبعاث وعيد الاستقلال. وتروم هذه الفعاليات، المنظمة بشراكة مع فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالحسيمة، تسليط الضوء على الكفاح الذي خاضه المغاربة عرشا وشعبا في سبيل الحرية و الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة. وتضمن البرنامج عرض أشرطة وثائقية وفيلم أنفوغرافي عن ملحمة الاستقلال، و تنظيم لقاءات مع تلاميذ المؤسسات التعليمية لتعريفهم بالتضحيات والملاحم الكبرى التي خاضها الشعب المغربي، فضلا عن الانفتاح على نزلاء المؤسسة السجنية بالحسيمة من خلال عرض شريط أنفوغرافي حول استقلال المغرب. وشمل البرنامج أيضا تقديم عدد من إصدارات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير التي تناولت مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية و الاستقلال و استكمال الوحدة الترابية، وتنظيم جولة افتراضية لمرافق فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة و التحرير الذي يزخر بإصدارات تاريخية و معروضات متحفية قيمة تعود لفترات زمنية مختلفة. في السياق ذاته، نظمت مجموعة من المحاضرات الافتراضية والعروض عن بعد التي تناولت مواضيع "المقاومة المغربية لاسترجاع الثغور المحتلة في منطقة الريف خلال العصر الحديث؛ جزيرة بادس أنموذجا" للأستاذ الباحث عمر أشهبار الذي استعرض فيها ملابسات احتلال جزيرة بادس و صراع الاسبان والأتراك العثمانيين للسيطرة عليها وردود الفعل المغربية من أجل طرد المحتل. كما ألقى الأستاذ محمد سنوسي عرض بعنوان "كفاح المغرب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية" توقف فيها عند مراحل احتلال المغرب من طرف اسبانياوفرنسا، والمقاومة المغربية العسكرية ما بين 1912 و 1934، ومرحلة الكفاح المسلح ما بين سنتي 1953 و 1956. وتضمنت الفعاليات الاحتفالية تنظيم محاضرة بعنوان "الضغوط الدولية والتغلغلات العسكرية بالمغرب، و مقاومتها" نشطها الأستاذ الخمار مكوار واستعرض فيها الظروف الدولية التي أدت إلى تزايد الأطماع الدولية للسيطرة على المغرب، و ردود الفعل المغربية المتمثلة في المقاومة المسلحة وتبني العمل السياسي، ونهج الكفاح المسلح الذي أرغم فرنسا وإسبانيا على الاعتراف باستقلال المغرب، فضلا عن عرض للأستاذ عبد المالك المرابط بعنوان " نشأة و مسار جيش التحرير بالجنوب" تناول فيه السياقات العامة لنشأة جيش التحرير والجهود الجبارة التي قام بها لاستكمال تحرير الوطن من براثن الاستعمار الغاشم. وتجدر الاشارة إلى أن برنامج الاحتفال الذي يتواصل إلى غاية متم شهر نونبر الجاري يتم في احترام تام للتدابير الاحترازية والوقائية المعمول بها للتصدي لانتشار جائحة كورونا، وتنقل فعالياتها عن بعد على الصفحة الرسمية لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحرير بالحسيمة على مواقع التواصل الاجتماعي.