تعرف جماعة دار بنقريش تحولات عمرانية ملموسة و متسارعة خصوصا في هذه السنوات الخمس الاخيرة ، و تؤشر المعطيات الميدانية بان الجماعة تتحول لتصبح جزء من المدار الحضاري الواسع لمدينة تطوان ، مما يؤكد ان التنمية العمرانية بالجماعة تسير على قدم و ساق ، و اصبحت عاملا تنمويا نشيطا زادت من فعاليته انتهاء اشغال تهيئة الطريق الوطنية الرباعية الرابطة بين تطوان و الزينات و ارساء شبكة حديثة للتزود بالماء الشروب ، الشيء الذي ساهم في ازدياد جحم بعض التجمعات السكنية مثل حي اسطاسيون و بنعبود و اخبربوا و بني يدر . على ان السمة المشتركة بين هذه الاحياء هو غياب معايير التعمير المطلوبة من صرف صحي و بنيات تحتية تنضبط لمخططات التهيئة العمرانية المعمول بها على صعيد الاقليم طبقا للتعليمات الملكية السامية و الجهود المبذولة من طرف السلطات الاقليمية ، و هو ما يثير اسئلة كثيرة لدى جهات من المجتمع المدني المعنية بواقع و افاق التنمية بجماعة دار بنقريش باعتبارها فضاء طبيعيا و عمرانيا يتوفر على مؤهلات ان تم الحفاظ عليها و تطويرها نموذجيا كفيلة بتحويل تراب الجماعة الى قطب لجذب هواة السياحة الجبلية و التحفيز على السياحة الاستشفائية و الباحثين على الهدوء و الراحة . و يرى الكثير من الفاعلين الجمعويين المحليين الذين يملكون العديد من المعلومات عن ملف التعمير ببنقريش و الجهات الفاعلة فيه و اساليب تعاملها مع هذا الملف و بالتالي الاختلالات الحاصلة فيه ، أنه اذا كان من حق المواطن بناء و امتلاك مسكن يتخذه مأوى له و لاسرته باعتار ذلك حاجة حيوية و اجتماعية لا محيد عنها ، فالواجب الوطني و المصلحة العامة يقتضيان ان يتم ذلك في اطار مهيكل و معقلن يحول دون تشويه و تآكل المساحات المخصصة للفلاحة و الفضاءات البيئية و الخضراء لكونها رأس مال الجماعة و موروثها الطبيعي الذي يكسبها التميز و الخصوصية عن الوسط الحضري القريب منها . و تبعا لذلك يتسأل هؤلاء و معهم المهتمون بمستقبل الجماعة لماذا يتم غض الطرف عن تنامي الاحياء غير المهيكلة بالجماعة ؟ في مقابل عدم تسريع اخراج مخطط للتهيئة العمرانية يتناسب و مؤهلات الجماعة و يساهم في حفظ خصوصياتها و جماليتها الطبيعية و البيئية ، و يبعدها بالتالي عن العشوائية و الفوضى الذي يشهدهما قطاع التعمير بالجماعة ؟