الذي يزور المنطقة الفلاحية المجاورة لحي النهضة بجماعة دار بنقريش ، سرعان ما يلفت انتباهه آفة البناء العشوائي التي بدأت تطل برأسها و تبسط ذيولها من أجل ابتلاع ما بقي من جمال طبيعي و رصيد ايكولوجي بالجماعة و تحديدا بهذه المنطقة المطلة على حي النهضة باعتباره الحي النموذجي الوحيد المتواجد بالجماعة ، و الذي أنشئ ضمن سياسة الدولة في مجال التأهيل الإسكاني و التنمية العمرانية المندمجة بالجماعة و محاربة دور الصفيح و انتشار البناء العشوائي و توفير السكن اللائق الاقتصادي للمواطنين ناهيك عن حماية المخزون الطبيعي و الايكولوجي للقرية من أن تتلاعب به يد الفساد . بل إن الزائر هناك سرعان ما سيلح عليه التساؤل التالي : ترى هل بدأ العد العكسي نحو التهام هذه المنطقة الجميلة و تدمير مكوناتها البيئية ثم بالتالي تحويلها الى فوضى العمران و غابة من الأحياء الإسمنتية المشوهة البئيسة المنظر التي تموج كموج البحر ؟ و ما يمكن أن يترتب عن ذلك من تلويث للفرشة المائية و انتشار للتلوث الصلب المتمثل في الأزبال و مواد البلاستيك و تدفق لسيول الماء الحار ، خصوصا و أن المنطقة توجد بأعلى حي تجزئة النهضة ، مما سينعكس سلبا على سلامة الصحية للحي و مستقبل سكانه الذين من حقهم أن يعبروا عن مخاوفهم إزاء بوادر ظاهرة البناء العشوائي التي تشهد على مدى «التجاوزات» الحاصلة في البناء والتعمير و التي سبق ان شهدها تدبير ملف مراقبة التعمير بالجماعة خلال ولاية الرئيس السابق . و إذا كان جل المواطنين و الجهات الرسمية المعنية بالتعمير و محاربة البناء العشوائي يعلمون أن " البناء العشوائي" هو كل بناء أو منشأة عمرانية يتم تشيدهما بشروط مخالفة للقانون ، في مقدمتها غياب مخطط للتهيئة السكنية يسهر على توفير التجهيزات الأساسية كالطرق و قنوات الصرف الصحي و الإنارة العمومية بالإضافة إلى إمكانية التزود بالماء والكهرباء و باقي المرافق العمومية الضرورية الأخرى ، فهذه المواصفات أو التعريف هو الواقع بالمنطقة الايكولوجية و الفلاحية المجاورة لحي تجزئة النهضة . حيث بدأت هناك سيبة التعمير و وجود أبنية عشوائية خارجة عن القانون نتيجة غض الطرف و دون التفكير الجاد في إيجاد حل لهذه الآفة مما يستدعي تدخل المصالح المحلية و الإقليمية المتمثلة في قسم التعمير و قسم حفظ الصحة و القسم التقني لحماية البيئة بالجماعة ، و قسم التعمير و البيئة و تدبير الأخطار بالعمالة و الوكالة حضارية بتطوان و مندوبية السكنى و التعمير لإجراء التحقيق و معاينة ما يحدث على ارض المنطقة الفلاحية و الايكولوجية التي هي في حاجة الى ترشيد استعمالها و الحكامة في الاستفادة منها حتى لا يتعرض الفضاء الأخضر و رأسمال الجماعة الايكولوجي للاغتصاب و التدمير التدريجي على يد الخارجين عن القانون و تجار و لوبيات البناء العشوائي في المستقبل ، إن قيمة جماعة دار بنقريش و قريتها الجميلة كانت و ما تزال رهينة بمدى حفاظها على ثروتها الايكولوجية و عناصر طبيعتها الاستثنائية التي جعلت الخبراء الأجانب في الصحة و البيئة يختارون ترابها لإقامة أول مستشفى وطني متخصص في علاج الأمراض الصدرية سنة 1945 و الذي مكث في الخدمة لما يزيد عن سبعين سنة قبل ان يدخل هذه الأيام إلى موته السريري . فهل ستتدخل المصالح المحلية و خصوصا السيد القائد و رئيس المجلس القروي بالجماعة و باقي المتدخلين الإقليميين من أجل حماية المنطقة الايكولوجية و الفلاحية موضوعه من الزحف العشوائي للبناء ثم المساكن التي لا تستجيب للمعايير المنصوص عليها في القانون ؟ علما بان السيد وزير الداخلية السيد محمد حصاد سبق له في رده على بعض الاسئلة الشفوية في شأن آفة البناء العشوائي بمجلس النواب ، أن قال : إن أي شخص يثبت تورطه في ظاهرة البناء العشوائي سيقدم للعدالة ؟