مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ، تعيش أسواق بيع الماشية في إقليمسطات، هذه الأيام، على إيقاع الدينامية المعهودة التي ترافق الاحتفال بهذه المناسبة الدينية الاجتماعية، و التي تطغى عليها هذه السنة التدابير الاحترازية المتعلقة بمحاربة والحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) . و بحكم أن عملية بيع رؤوس الأغنام، تعد الرواج الاقتصادي رقم واحد خلال عيد الأضحى، وفرصة لتحسين دخل الفلاحين الذين تشكل تربية القطيع مورد دخلهم الأساسي، فقد انخرط كسابو سلالة الصردي التي يشتهر بها إقليمسطات في عملية التسويق، والأمل يحذوهم في ألا تكون لتداعيات الجائحة انعكسات سلبية على اقتناء الأضاحي التي كلفتهم الكثير بخصوص تربيتها واقتناء الأعلاف. وإذا كان الكسابة قد قاموا بما يلزم لتوفير ما يكفي من الأضاحي، فإن السلطات المعنية لم تدخر جهدا كي تمر هذه المناسبة في ظروف عادية وآمنة، وتجسد ذلك من خلال إصدار دليل للإجراءات الصحية الوقائية ضد "كوفيد 19" الواجب تطبيقها بمناسبة عيد الأضحى المبارك 1441 (2020). وتمت المراعاة في هذا الدليل، المسطر من طرف وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مختلف المراحل التي تسلكها الأضحية بما في ذلك التدابير التنظيمية لضمان حسن سير أسواق الماشية الموجودة سلفا أو المستحدثة مؤقتا لتخفيف الضغط في هذه المناسبة، إلى جانب الممارسات الخاصة بممتهني الجزارة وغيرها من المهن الموسمية خلال فترة العيد . ومن أجل التقرب أكثر من أسواق بيع الأضاحي بإقليمسطات، قام فريق صحافي تابع لوكالة المغرب العربي للأنباء بزيارة لسوق الجماعة القروية "كيسر" الذي يعد من بين أكبر أسواق الماشية المعروفة بسلالة الصردي على الصعيد الوطني. وشكلت هذه الزيارة مناسبة للوقوف على مدى تقيد هذا السوق بمختلف تدابير السلامة المتخذة، خاصة وأن الأمر يتعلق بأهم أسواق النفوذ الترابي بالإقليمسطات، باعتباره يوفر نسبة تقارب 39 في المائة من الأضاحي الموزعة بين رؤوس الأغنام والماعز المعروضة على صعيد جهة الدارالبيضاء – سطات، والتي يربو عددها هذه السنة عن 1,4 مليون رأس. وفي هذا السياق، أبرز المدير الإقليمي للفلاحة بسطات، محمد المقدمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عدد الأغنام المعروضة تبقى كافية لتلبية الحاجيات من الأضاحي بالإقليم وحتى خارجه، مشيرا إلى أن القطيع يتمتع هذه السنة بصحة جيدة. وأشاد بالجهود المبذولة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، بتعاون مع المديرية وباقي الشركاء، حيث ينكب على عملية التلقيح، ثم الترقيم التي شملت حتى الآن حوالي 560 ألف رأس من الأغنام. وفي سياق متصل، ذكر المسؤول ذاته بالبرنامج الوطني لتوزيع الشعير المدعم الذي أعدته الوزارة الوصية للحد من تداعيات قلة التساقطات المطرية، حيث استفاد فلاحو الاقليم (الكسابة) من 125 ألف قنطار من مادة الشعير المدعم، في أفق توزيع الكمية المتبقية خلال الشطر الثاني ( 30 الف قنطار) والشطر الثالث (210 آلاف قنطار) كدعم من الدولة للتحضير لعيد الأضحى . وفي ظل التدابير الاحترازية للحد من انتشار كوفيد 19 ، أشار المقدمي إلى أن المديرية الإقليمية للفلاحة بصدد إنجاز برنامج يومي من الحملات التحسيسية المكثفة التي تستهدف بالأساس الكسابة والزوار المترددين على مختلف أسواق الماشية بالإقليم بغية التأكيد على ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية لتجنب المرض ولمرور العيد بسلام. وبخصوص الأسعار، أشار المتحدث إلى أنها تبقى مناسبة جدا ، مبرزا أن الأثمنة على مستوى إقليمسطات تتراوح على العموم ما بين 1500 إلى 3000 درهم، حسب جودة ونوعية السلالة المعروضة للبيع . ومن جانبه، أكد أحد الكسابين في تصريح مماثل، أن الفلاح تواجهه صعوبات هذه السنة جراء الإقبال المحتشم على سوق الماشية خلال هذه الأيام العصيبة المتزامنة مع انعكاسات "كوفيد 19" ، لافتا إلى أن هناك ترددا بشأن اقتناء "الحولي"، خاصة في ظل ظرفية اتسمت بانتشار فيروس كورونا المستجد ، راجيا من العلي القدير رفع هذا الوباء. ولهذا السبب تحديدا، كما قال، فإنه لحد الآن يكتفي بالتعامل مع الزبناء الأوفياء الذين تم اكتسابهم خلال السنوات الفارطة بفضل الجودة التي تتمتع بها أكباش ضيعته، مؤكدا حاجته إلى مزيد من الدعم لمواجهة حاجيات قطيعه المتزايدة من الأعلاف، وذلك لتخطي الانعكاسات السلبية للجفاف ، وبالتالي للتحفيز على تخفيض الأثمان . وأشار إلى أنه تنفس الصعداء مع الإعلان عن العرض من الأضاحي وتسويقها والتدابير المتعلقة بذبحها، مشيرا إلى أن هذه المناسبة الدينية، تعد متنفسا لترويج الأضاحي من جهة، وللتخفيف من أزمة الجفاف من جهة أخرى، مبرزا في هذا السياق أن أثمنة تسويق الأضاحي بإقليمسطات ما تزال " مستقرة وفي متناول الجميع ". وكانت المديرية الجهوية للفلاحة الدارالبيضاء – سطات، قد أعلنت في وقت سابق، أن الجهة توفر عرضا كافيا من الأضاحي يصل عددها هذه السنة إلى مليون و450 ألف رأس من الأغنام والماعز ، 60 في المائة منها من سلالة الصردي المنحدرة أساسا من إقليميسطات وبرشيد. وأكدت المديرية الجهوية للفلاحة الدارالبيضاء – سطات ، في بلاغ لها، أن هذا العرض يفوق حاجيات الجهة، التي تصل بمناسبة عيد الأضحى المبارك برسم السنة الجارية إلى مليون رأس من الأغنام والماعز، مشيرة في هذا الصدد إلى أن نسبة الطلب لا تتعدى في مجملها 70 في المائة من الكمية المعروضة. ويتوزع هذا القطيع من الأغنام والماعز المعدة للأضحية على مستوى الجهة بين كل من سطات (560.000 رأس) ، وبرشيد ( 210.000 رأس)، وبنسليمان (250.000 رأس)، وسيدي بنور ( 200.000 رأس)، والجديدة ( 165.000 رأس) والدارالبيضاء ( 3.000 رأس)، ومديونة – النواصر (70.000 رأس)، والمحمدية (15.000 رأس) .