لم أرى غيروجه أمي و أبي فوق قمري كضوء الله في مقلتي كنت طفل الأمس الذي كان في الدرب يلعب صار اليوم كاتب كلمات دواوينه بالحرير تكتب لعلي بها أرد جميلا ….. يوم جيء بي الى هذا الحي علمت أن القوة المدبرة اختارتني اليه لكني لم أعلم لما أتيت؟ فقط علمت ..بما وجدت وجدت كثيرة هي الحياة.. حيث ترعرعت في حي صغير يمتد من بناية (الحجارة) الى (المستشفى العسكري) امتدادا هناك أوقفتني معالم فريدة و كم أمامها وقفت و الشارع الطويل كالنهر متفرع الى أنهار كلها تعود الى منبعها فكلما اغتربت… اليها عدت …… حكايتي مع (الباريو مالقا) أسلوب حياة طالما حييت أنشأني شاعرا غير مخير في الشعر فبه شعرت أنشأني مؤمنا يرى الدين على وجوه الجيران فآمنت أنشأني رجلا..لاتزعزعه الظروف فتثبت …….. الباريو مالقا حي الجنود التي لا تقهر رغم أن سلاحهم لم يستعمل لا رصاصة خرجت و لا رصاصة قدمت لم يكن صدفة حين أطلق الاسبان على الحي اسم grupo franco لقد كانوا يتبركون بضريح (سيدي طلحة) يطلبون منه البسالة و القبضة الحديدية ألم أقل أن الباريو خلق للشجعان؟ خلق للذين يتقدمون و لا يتراجعون للذين ينثرون الورود و لا يذبلون و للذين حولوا الكنيسة الى مسجد كي يسجدون …… الباريو يا اخوتي مسار عمر حافل بجهد الجاهدين ولوحة فنية أبدعتها أيادي الرسامين تارة هي صورة سيريالية مكتوب عليها (شارع عبد الكريم) مختومة داخل( أوفيسينا لمقدم) مرفوعة على أسلاك(طرولي) تأملات و تأملات..لصورة رمزية تزين بها المتاحف و دور العلم و بيوت العبادة …… و تارة أخرى هي صورة تكعيبية تتقاطع فيها مؤلفات (أنقار) بمباريات (تيكيتو) وأدوات (صوردو) و سجائر(بوحوبة) و لعب أطفال (بايسانو) و أفلام(فيكتوريا) ذكريات و ذكريات صنعت تاريخا طاف حول العالم و مايزال.