بكت تطوان تلك الحمامة البيضاء وسالت الدموع على خديها الناعم بريش أبيض طاهرعلى أحد رجالاتها العظام ، في مصحة النخيل بها خرجت روحه إلى حيث الراحة الأبدية روح الأديب المغربي الكبير والقاص والروائي المتألق ، صاحب الأنامل الذهبية على القلم محمد أنقار ................. ولد بحي (نيارين ) بتطوان سنة1946م ثم عاش طفولته في حي ( باريو مالاغا) هناك في تطوان ، وهو الحاصل على إجازة في الأدب العربي ، شغل منصب أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان ، وتألق وشرف تطوان والمغرب وأضحى من كبار الأدباء العرب المرموقين ، وكان قاصاً وروائياً وأديباً لايشق له غبار ، له عدة مؤلفات أغنت المكتبة العربية ، ومن تواضعه ضمن مؤلفاته كتاب عن الحي الشعبي الذي ترعرع فيه بتطوان وهو حي (الباريو ) أعد عنه مؤلفاً ، والجميل أنه روى عن الحي الذي ترعرع فيه حي الباريو وأفاد كذاكرة تاريخية بعدما أن أقر أنه كان مسكناً للموريسكيون من نزحوا لتطوان من مالاغا لذلك تمت تسميته بالباريو مالقة قال الألديب محمد أنقار رحمه الله : "باريو مالقه" بتطوان حارة منفتحة على الضوء والشمس. حينما جئت إليها مع أسرتي في بداية الخمسينيات، كانت الدور الموجودة به قليلة، منتشرة هنا وهناك بين الأشجار وسياجات القصب والحقول اخضراء والآبار. لكن أكواخها القصديرية كثيرة جداً عمت أرض مُصْطْفى وتغلغلت في الدروب والأزقة. لذلك كثيراً ما سميت هذه الحارة ب "البراريك" من قبل أهالي تطوان العتيقة؛ غير أن الإسبان أبدوا ب: "الباريو" اهتماماً ملحوظاً حينما عمدوا إلى تزفيت شوارعه الرئيسية وبنوا مجموعات سكنية رخيصة، وشيدوا الكنيسة، وسينما فكتوريا، ومستوصفين، وقاعة للرقص ومدرستين، ووصفوه بأنه "غرسة تطوان" باعتباره متنفسها الجديد. ولكن قبل أن يهتم به الإسبان ويجعلوه ملاذاً لطبقة مهاجريهم الفقراء والمتوسطين، كان "الباريو" حارة الأضرحة والزوايا الدينية والمساجد وكتاتيب القرآن.)) رحم الله الأديب محمد أنقار ... وعليه يتقدم الموقع الإخباري تطوان بلوس إدارة وطاقماً وتقنيين وصحفيين ، إلى أسرة الفقيد وإلى ساكنة تطوان وأدباء المغرب والعالم العربي بالتعازي الحارة ... راجين الله تعالى لهم الصبر والثبات ، وللراحل أعلى منزلة ورحمة وغفران ... وإنا لله ... وإنا إليه راجعون