كثيرا هي اللقاءات والندوات التي اقيمت بمدينة تطوان حول واقع المقابر الاسلامية خصوصا ان جميعها تخرج بتوصيات تبقى في ارشيف الجهة المنظمة . ولحد الساعة مازالت المقابر في الوضعية المزرية وفي مقدمتها تعاني من الإهمال الكلي سواء على مستوى المحافظة عليها أو على مستوى صيانتها، مما جعلها لا تليق بمواصفات مقبرة المسلمين. صحيح أنه رصد لانقاد جزء من المقابر في إطار برنامج التأهيل الحضري 2009/2012 ،وإحداث ممرات بالمقبرة وتسوير وتزيين واجهاتها وإحداث حراس الذين تقلص عددهم يوما بعد أخر. حتى أضحى واحدا وفي أوقات الدفن فقط . وبإلقاء نظرة سريعة على مقبرة الإسلامية بتطوان يلاحظ أن ثمة مشكلات عديدة أخرى تعاني منها تلك المقابر والمتمثلة في مشكلات النظافة والصيانة، حيث تتعرض للإهمال وتهدم بعض جدرانها أو تصدعها بسبب عوامل مختلفة،خصوصا بالجهة وراء معهد طه حسين كما تتعرض ل(انتهاك حرمتها) بفعل تدخل عدد من المتشردين والمنحرفين الذين يفضلون المقابر كفضاء لممارسة نزواتهم ومغامراتهم الشيطانية،ويتعاطون فيها المخدرات وشرب الخمر والدعارة الشيء الذي جعلها تتحول من جديد إلى وكر لهم . ويؤكد كل من يزور مقابر أن الاعتداءات على القبور لا تقف عند حد معين، بل تتنوع وتتشعب، حيث يلجأ بعض الأشخاص للأسف إلى رمي النفايات والأنقاض على جوانب المقبرة عبر عربات مجرورة محملة، تفرغ محتوياتها من مخلفات أعمال البناء فوق قبور كانت حتى الأمس القريب بعيدة عن كل خدش!، ما يؤدي إلى تحللها بفعل تدخل حرارة الشمس وانبعاث روائح كريهة تزكم الأنوف وتتسبب في مضايقة المواطنين الزائرين للمقبرة. مجموعة من شهود عيان عبروا عن امتعاضهم مما آل إليه الوضع من ترد، حيث أصبح المشهد يتكرر يومياً وفي وضح النهار! والسؤال الذي يطرح نفسه: من يتحمل مسؤولية الدفاع عن حرمات المقابر وصونها ضد الاعتداءات والإساءات، هل هي مندوبية الأوقاف أم مجلس الجماعي أم الجمعيات المدنية أم من؟