نظمت الجماعة الحضرية لمدينة تطوان بتعاون مع جمعية تطاون أسمير بمقر الجماعة لقاءا دراسيا حول موضوع»واقع ومستقبل المقابر الإسلامية بتطوان «. وأكدت جل المداخلات على أهمية الحفاظ على حرمة موتى المسلمين عبر الاهتمام بالمقابر الإسلامية من حيث الصيانة والنظافة وتوفير الأمن، وعلى ضرورة إحداث مقبرة إسلامية جديدة بمواصفات تليق بها. كما قدمت خلال هذا اللقاء الوضعية المزرية التي تتواجد عليها مختلف المقابر الإسلامية بالمدينة ، وفي مقدمتها الإهمال الكلي الذي تعاني منه سواء على مستوى المحافظة عليها أو على مستوى صيانتها، إضافة إلى أن معظمها يوجد في أرض خلاء من دون سياج مما يعرضها باستمرار للانتهاك والامتهان... من جانب آخر، أشير إلى مجموعة من التدابير المتخذة من طرف الجهات المعنية لتحسين وضعية هذه المقابر منها على الخصوص رصد سبعة ملايين درهم لمتابعة التسييج والصيانة لمقابر الأحياء في إطار برنامج التأهيل الحضري 2009/2012 ،وإحداث ممرات بالمقبرة وتسوير وتزيين واجهاتها . وتميز اللقاء بتدخل الدكتور امحمد بن عبود نائب الرئيس المنتدب لجمعية تطاون أسمير وكاتب عام لنادي تطاون أسمير لأصدقاء اليونسكو لطرح مشروع تهيئة المقبرة الإسلامية لمدينة تطوان العتيقة « سيدي المنظري وللارقية « حيث ذكر الهدف من هذا المشروع والذي حصره في ربط أربعة أحياء شعبية تحيط بالمقبرة وتسهيل وصولا للراجلين إلى أصعب مناطق المقبرة. وعلى مستوى الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها من خلال تدخلها في هذا المجال أضاف أنها تتعلق باحترام حرمة الموتى وضمان أمن الراجلين وتنظيف المقبرة من الأعشاب والأزبال فضلا عن ربط الراجلين بالمدينة العتيقة والتهيئة والتصميم . واقترح عبد الغفور الناصر رئيس المجلس العلمي المحلي بمدينة تطوان في تدخله تشكيل لجنة للوقوف على عملية دفن الموتى بالمقبرة الإسلامية ،حيث استعرض بعض شكاوي المواطنين من روائح تنبعث من القبور نتيجة عدم التحكم في إغلاق الشقوق عند وضع اللحد أثناء عملية الدفن وعدم احترام عمق القبر المحدد في سبعين سنتيمتر، وشكوى حفر قبر مشترك مع قبر آخر دون وضع حاجز بينهما متمثل في بلوك إسمنتي. و دعا الحاضرون في هذا اللقاء الدراسي حول المقابر الإسلامية بمدينة تطوان ، إلى الإبقاء على المقبرة الإسلامية الحالية والاهتمام بها بواسطة العمل على إصلاحها واستغلال الأماكن الفارغة بها لمدة عشر سنوات كما أن إحداث مقبرة خارج مدينة تطوان عملية صعبة بالنسبة إلى الساكنة الفقيرة حيث المصاريف الباهظة التي ستكلفها عملية نقل الموتى . كما دعوا إلى ضرورة تطوير المقابر الإسلامية المتواجدة بتراب الجماعة وفتح مقابر جديدة وصيانتها وفتح الممرات بها وتهيئة أماكن لصلاة الجنازة وضرورة معالجة الأعشاب ذات العرق العميق الذي يستعصى إقلاعه وتنظيف مقابر المجاهدين الغرناطيين وصباغتها . وتم أيضا لفت الانتباه إلى انعدام الأمن بالمقابر الإسلامية خاصة أثناء عملية دفن الموتى وفي الليل حيث تُتخذ هذه المقابر كملاذ للمتشردين والمنحرفين الذين يتعاطون المخدرات وشرب الخمر والدعارة.