تستعد فعاليات حقوقية وأكاديمية لتنظيم وقفة احتجاجية، يوم الجمعة المقبل، من أجل التنديد بالاعتداءات الشنيعة التي تتعرض لها المقابر المتواجدة في الرباطوسلا وأكدت نزهة الجوهري، إحدى المتضررات من واقع المقبرة، أن الوقفة جاءت بعدما لم تتم الاستجابة لمطالب المواطنين، منذ سنة، بعد سلسلة مراسلات وجهت إلى كل الجهات المعنية والتي تهم الوضع المتردي ل«مقبرة لعلو»، المجاورة للسجن القديم في العاصمة. وأوضحت الجوهري، في تصريح ل«المساء»، أن رواد المقبرة لم يعودوا يشعرون بالأمان عند الترحم على ذويهم، إضافة إلى انتهاك حرمة الموتى وتكسير القبور. وندد مواطنون ب«الحالة المتردية التي تعيشها جل المقابر الموجودة في مدينتي الرباطوسلا، نتيجةَ العديد من الممارسات اللاأخلاقية والاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها تلك المقابر، من كسر وتخريب وإخراج الجثث والعبث بها، بكافة الطرق الهمجية، من طرف المتسكعين والمتشردين والمنحرفين والمرضى العقليين الذين يحتلون المقابر ليلا ونهارا»، حسب نداء موجه للمواطنين، من أجل جثهم على المشاركة في الوقفة التي ستنظم أمام «مقبرة ولعلو»، على الساعة الحادية عشر صباحا. وتعاني المقابر أيضا من «امتلاء فضاءاتها بالأزبال والقاذورات وقنينات الخمر والروائح الكريهة، وهو ما يؤدي بالزائرين إلى الشعور بانعدام الأمن وأفقد المقبرة الطمأنينة والاحترامَ الواجب للموتى». واعتبر النداء أن ما يقع في «مقبرة لعلو» في الرباط و«مقبرة سيدي بن عاشر» في سلا، على سبيل المثال لا الحصر، يعد جريمة شنعاء، بالنظر إلى كل التشريعات القانونية. ومن المنتظَر أن تحظى الوقفة بمؤازرة أساتذة كلية العلوم -أكدال والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع الرباط، وجمعية «نساء» للمساواة والديمقراطية. وهناك موقع إلكتروني يُعرِّف بقضية «مقبرة باب لعلو» ويتضمن تقريرا مفصلا حول وضعيتها، كما يضع صورا لمقابر نظيفة من أجل المقارنة بينها وبن واقع المقبرة، التي يواصلون تنسيقهم من أجل حمايتها. وكان وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، قد أكد أن وزارة الداخلية تحرص، من خلال دوريات تقوم بها السلطات المحلية، بمساعدة عناصر من الشرطة والقوات المساعدة داخل المقابر، على حمايتها والحفاظ على حرمتها. وقال الشرقاوي، خلال جوابه على سؤال في مجلس النواب مؤخرا، إن الوزارة أصدرت دوريات وجهتها إلى المجالس الجماعية من أجل ضمان حرمة المقابر وصيانتها، كما أمرت بمجموعة من الإجراءات من بينها تسييجها وتعيين أعوان وحراس عليها. وستنظم وزارة الداخلية، بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يوما دراسيا غدا (الأربعاء)، لإعداد خطة لتأهيل المقابر وتدبيرها، بهدف إعداد توصيات تهم الوضعية الشرعية والقانونية للمقابر وسبل تدبير هذا المرفق، من الناحية العقارية والتعميرية، وسيحضر اللقاءَ متدخلون من مختلف الاهتمامات، من علماء وجماعات محلية وسلطات، من أجل بحث كافة الإشكاليات المتعلقة بالمقابر.