هجم باشا مدينة تطوان مصحوبا بقائد الباشوية، على موقف السيارات باب التوت صباح يوم السبت الماضي بدون سابق إعلام، فطالبهم ممثل 40 عاملا بذات المرآب، بأمر مكتوب من الجهات المختصة، بعد أن استفزه في مرحلة قبلية مهندس من ولاية تطوان حسب تصريحه، وألح (ع.ع) ممثل العمال على تحرير محضر، خاصة وأنهم لم يتوصلوا بقرار ولم يشعروا بالزيارة المفاجئة.. بل لم يُهتم بأمرهم يقول ممثل العمال، ومصيرهم ولا بوضعيتهم ولامستقبل أسرهم، ثم أُعطيت الأوامر "للوحش الفولاذي" الذي بدأ مباشرة بتقليب أرض "موقف السيارات باب التوت" بشارع الجزائر المعروف "بباركي حمادي"، وأُكمل سيناريو الصبحية بإرغام العمال والزج بهم في وضعية حالة تشريد معلنة ونحن على أبواب عيد الأضحى..وكان على "السيد الباشا" المحترم أن يستحضر دستور 2011 وما ينص عليه من احترام لحقوق الإنسان أولا، ثم إعمال القانون في مثل هذه القضايا، درءا لكل ما من شأنه أن يخرج قضايا بعينها عن سياقها الطبيعي وتسقط بسبب تهور البعض في متاهات غير محسوبة (...). ولفهم أعمق لما جرى،" فقد كان والي جهة طنجةتطوان محمد اليعقوبي قد أعلن في عرض سابق أمام جلالة الملك للمشاريع المهيكلة الرامية إلى مواكبة التنمية السوسيو – اقتصادية والحضرية لمدينة تطوان، عن إنشاء ساحة سيطلق عليها اسم الفدان ستتم تهيئتها، وستكون بنفس مواصفات ساحة "الفدان" التاريخية التي تم تدميرها أواسط الثمانيات، في مرآب (حمادي) بشارع الجزائر، بغلاف مالي إجمالي قدره 50 مليون درهم، وسيكون هذا المشروع جاهزا في ظرف 18 شهرا من انطلاق الأشغال فيه، حيث سيهم إنجاز مرآب تحت أرضي يتسع ل 450 سيارة، وتهيئة الساحة العمومية "الفدان" فوق المرآب التحت أرضي، إضافة إلى إحداث مقهى مطعم، وإعادة تهيئة الطرق المحيطة به. وكانت ساحة الفدان التاريخية التي تم تدميرها بهدف توسعة المشور السعيد المؤدي للقصر الملكي بتطوان، فضاء رمزيا لم ينس التطوانيون كيف تم اقتلاعه من وسط مدينتهم رغم جمالية أرضيته التي أشرف على هندستها الفنان التشكيلي الاسباني "بيرتوشي" الذي أضفى عليها لمسات تشهد على الحضارة الأندلسية.. " الخاسر الأكبر في هذا المسلسل الجديد الذي أعطى انطلاقته باشا المدينة، هم العمال وعائلاتهم طبعا، حيث سيفقدون مورد عيشهم بالإضافة إلى ست إداريين ينتظرهم مصير مجهول وسينضافون قسرا إلى طوابير المعطلين بتطوان.. لتبقى تساؤلات عديدة محيرة تطرح حول إقدام ممثلي السلطة على اقتحام المشروع، قبل عقد الاجتماع الذي كان متفقا عليه بمقر إدارة الموقف في نفس اليوم يجمعهم بالمستغل، فلماذا لم يتم هذا الاجتماع؟ ولماذا لم يحمل الباشا إذنا مكتوبا لتبريرالإجراء وتحسبا لأي طارئ؟؟ خاصة وأن أخبار تفيد أن هناك حكما صادرا لصالح مستغل المرآب؟ ثم لماذا تلك الطريقة الاستفزازية التي نهجها المهندس دون مراجعة أعلى سلطة في الولاية، "فقوض" بتصرفه الطائش "القضية" وزج بالباشا في تصرفه اللامسؤول وأجج الموقف فاتخذت منحى آخر مع ممثلي العمال؟؟ ألا يعلم أنه بتصرفاته هذه كان سيشعل الوضع ويجر غضب العمال، وليس مستغل المرآب، الذي صرح لنا أنه غير معارض لما تقتضيه المصلحة العامة وكل ما يعود على المدينة والإقليم بالخير، وهو مع كل قرارات السلطة الولائية فيما يخص المشروع الجديد، فقط لا يريد أن يتأذى بسببه الغير.. وكان أن وُجه طلب إجراء استجواب للمحكمة الإدارية بالرباط، يوم 16.12.2013 لفائدة أحمد بنعلي اليطفتي ضد المجلس الإقليمي في شخص رئيسه بمقرولاية تطوان، بواسطة دفاعه، لما قدمت مجموعة من الأشخاص إلى المرآب المذكور، في شكل لجنة يترأسها موظف من المجلس الإقليمي بتطوان، وعضوية موظفين ومهندسين من عمالة تطوان، وغيرها من الإدارات وشرعوا في أخذ قياسات جميع القطعة الأرضية الواقعة بشارع الجزائر(ثانوية القاضي ابن العربي سابقا) التي يستغلها العارض كموقف للسيارات بموجب عقد كراء يربطانه مع الجماعة الحضرية لتطوان ونظارة الأحباس بتطوان...، وعند استفسارهم أجابوا بكونهم يقومون بأعمال تحضيرية لأشغال بناء مرآب تحت الأرض وفوقه ساحة عمومية.. وطبقا لمقتضيات المادة 148 من ق م م وجه العارض ملتمس إصدار أمر ولائي يقضي بانتداب مفوض قضائي لهذا الغرض، للانتقال إلى مقر المجلس الإقليمي وسؤال رئيسه عما إذا كان فعلا قد تعاقد مع إحدى المقاولات من أجل إنجاز مشروع فوق الأرضية الواقعة بشارع الجزائر المستغلة من طرف العارض، وما إذا كان المشروع بموجب صفقة عمومية أم عن طريق التعاقد المباشر، وكذلك مراجع العقد الإداري المتعلق بالمشروع المذكور وتحرير محضر في الموضوع.