يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير يوم الأربعاء 9 أبريل 2014 الذكرى 67 لرحلة الوحدة التاريخية التي قام بها بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه إلى مدينة طنجة في 9 أبريل 1947، وخطابه التاريخي بها تأكيدا على وحدة المغرب ومطالبته بالاستقلال وانتمائه العربي الإسلامي، والذكرى 58 للزيارة التي قام بها أكرم الله مثواه إلى مدينة تطوان يوم 9 أبريل 1956 معلنا استقلال منطقة الشمال وتحقيق الوحدة الوطنية. واحتفاء بهاتين المحطتين التاريخيتين المجيدتين، وكما جرت العادة في كل سنة، تعتزم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تنظيم عدة أنشطة تستحضر فصولهما الخالدة ومكانتهما الوازنة والمتميزة في مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية. ويتضمن برنامج إحياء هاتين المناسبتين الوطنيتين مايلي : - الاربعاء 9 أبريل 2014 العاشرة صباحا بمدينة أصيلا : -وقفة استحضار بكدية السلطان أمام المعلمة التذكارية المجسدة لوقفة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه بمدينة أصيلا والترحم على روحه الطاهرة وعلى روح جلالة المغفور له الحسن الثاني أكرم الله مثواهما وعلى أرواح شهداء الاستقلال والوحدة الترابية. الحادية عشرة صباحا بمدينة طنجة : -تنظيم مهرجان خطابي بالفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير "متحف خطاب طنجة " إحياء للذكرى 67 للرحلة الملكية التاريخية إلى مدينة طنجة وإبرازا لأبعادها ومعانيها السامية، بمشاركة السلطات الولائية وأسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وفعاليات المجتمع المدني وتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأعضاء جمعية تنمية طنجة والمحافظة على مآثرها وتوزيع إعانات مالية على بعض المنتمين لهذه الأسرة المجاهدة التي تستحق كامل الرعاية والتشريف. الرابعة بعد الزوال بمدينة تطوان: - الوقوف أمام اللوحة التذكارية التي تؤرخ للرحلة الملكية التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس إلى مدينة تطوان بالمشور السعيد، وإعلانه طيب الله ثراه عن بشرى استقلال شمال المغرب من الاحتلال الاسباني وتثبيت الوحدة الوطنية. وسينظم بهذه المناسبة مهرجان خطابي تلقى خلاله كلمات وشهادات تتناول الذكرى وتبرز مقاصدها وقيمها ومكانتها التاريخية، وتكريم صفوة من أسرة المقاومة وجيش التحرير و وتوزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة المجاهدة الجديرة بكامل العناية والتشريف وتسليم جوائز تقديرية للفائزين في مسابقة أحسن البحوث الجامعية برسم سنة 2013 . يخلد الشعب المغربي ومعه نساء ورجال الحركة الوطنية وأسرة المقاومة وجيش التحرير يوم الأربعاء 9 ابريل 2014 الذكرى السابعة والستين لزيارة الوحدة التي قام بها بطل التحرير المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه إلى مدينة طنجة سنة 1947 والذكرى الثامنة والخمسين لزيارة جلالته إلى مدينة تطوان سنة 1956 . لقد جاءت الزيارة الملكية إلى طنجة في وقتها المناسب ، وشكلت منعطفا هاما في مسيرة النضال الوطني من اجل الاستقلال، وفصلا متميزا بين عهدين: عهد الصراع بين القصر والإقامة العامة والنضال السياسي لرجال الحركة الوطنية وعهد الجهر بالمطالبة بحق المغرب في الاستقلال أمام المحافل الدولية وإسماع صوت المغرب بالخارج والعالم آنذاك بصدد طي مرحلة التوسع الاستعماري والدخول في طور تحرير الشعوب وتقرير مصيرها . فكانت هذه الزيارة التاريخية لجلالته قدس الله روحه كعنوان لوحدة المغرب وتماسكه وبالتالي مناسبة لطرح مسالة استقلال البلاد وحريتها. وما أن علمت سلطات الحماية برغبة جلالته رضوان الله عليه ، حتى عمدت إلى محاولة إفشال مخطط الرحلة الملكية وزرع العراقيل لكنها لم تنجح في ذلك إذ جاء رد جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله على مبعوث هذه السلطات قائلا : " لا مجال مطلقا في الرجوع عن مبدأ هذه الرحلة " وهكذا ارتكبت سلطات الاستعمار مجزرة شنيعة بمدينة الدارالبيضاء يوم 7 ابريل 1947 ذهب ضحيتها مئات المواطنين الأبرياء وقد سارع جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه إلى زيارة عائلات الضحايا ومواساتها وعبر لها عن تضامنه اثر هذه الجريمة النكراء . لقد فطن جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله إلى مؤامرات ودسائس الاستعمار التي كانت تهدف إلى ثني جلالته عن عزمه في تحقيق التواصل مع رعاياه الأوفياء بعاصمة البوغاز . ويوم 9 ابريل 1947، توجه طيب الله ثراه على متن القطار الملكي انطلاقا من مدينة الرباط نحو طنجة عبر مدينتي سوق أربعاء الغرب تم القصر الكبير فأصيلا التي خصص بها سمو الأمير مولاي الحسن بن المهدي استقبالا حماسيا احتفاء بمقدم العاهل الكريم في حشد جماهيري عظيم ، هذه الصورة كسرت العراقيل التي دبرتها سلطات الاستعمار ليتأكد التلاحم المتين والأواصر القوية التي جمعت على الدوام بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي ، وقد خصصت ساكنة طنجة استقبالا حارا للموكب الملكي جددت من خلاله تمسكها وتفانيها في الإخلاص لثوابت الأمة ومقدساتها واستعدادها للدفاع عن كرامة البلاد وعزتها . وقد جاء الخطاب التاريخي الذي ألقاه العاهل الكريم في فناء حدائق المندوبية بحضور ممثلين عن الدول الأجنبية وهيأة إدارة المنطقة وشخصيات أخرى مغربية وأجنبية ليعلن للعالم أجمع عن إرادة الأمة وحقها في استرجاع استقلال البلاد ووحدتها الترابية حيث قال جلالته في هذا الصدد : " إذا كان ضياع الحق في سكوت أهله عليه فما ضاع حق من ورائه طالب ، وان حق الأمة المغربية لا يضيع ولن يضيع ..". كما أكد جلالته من خلال خطابه نظرته الصائبة رحمه الله وطموحاته النبيلة نحو مستقبل المغرب حيث قال جلالته بهذا الخصوص : " فنحن بعون الله وفضله على حفظ كيان البلاد ساهرون ، ولضمان مستقبلها المجيد عاملون ، ولتحقيق تلك الأمنية التي تنعش قلب كل مغربي سائرون ..". لقد كان خطاب جلالته رسالة واضحة المعالم والمضامين لأصحاب المطامع الاستعمارية بحيث أوضح رحمه الله أن عرش المغرب يقوم على وحدة البلاد من شمال المغرب إلى أقصى جنوبه وان مرحلة الحماية ما هي إلا مرحلة عابرة في تاريخ المغرب والتي شكلت في حد ذاتها حافزا رئيسيا لوعي المغاربة بأهمية الموقع الجغرافي الذي يحتله المغرب ولعل اختيار مدينة طنجة له دلالات كبيرة والتي خصها جلالة المغفور له بقوله : " وآن أن نزور عاصمة طنجة التي نعدها من المغرب بمنزلة التاج من المفرق ، فهي باب تجارته ومحور سياسته ..." بالإضافة إلى ذلك فقد كان لهذه الزيارة جانب روحي ، إذ القي أمير المؤمنين جلالة المغفور له محمد الخامس يوم الجمعة 11 ابريل خطبة الجمعة وأم المؤمنين بالصلاة في المسجد الأعظم بطنجة وحث الأمة المغربية على التمسك برابطة الدين فهي الحصن الحصين لامتنا ضد مطامع الغزاة ، لذلك نجد أن الرحلة الملكية إلى طنجة كان لها وقع بمثابة الصدمة بالنسبة لسلطات الحماية وأربكت حساباتها فأقدمت على الفور على عزل المقيم العام الفرنسي " ايريك لابون " ليحل محله الجنرال " جوان " الذي بدا حملته المسعورة على المغرب وتضييق الخناق على القصر الملكي وتنفيد مؤامرة النفي . وجاءت زيارة جلالته رضوان الله عليه لمدينة تطوان في التاسع من ابريل سنة 1956 ليزف منها بشرى استقلال الأقاليم الشمالية وتوحيد شمال المملكة بجنوبها وكان جلالته قادما من اسبانيا بعد أن أجرى مع القادة الأسبان مفاوضات تهم استكمال الوحدة الترابية للمملكة والتي توجت بالتوقيع على معاهدة 7 ابريل 1956 المعاهدة التي تعترف بموجبها دولة اسبانيا باستقلال المغرب وسيادتها التامة على كافة أجزائه ، وهكذا ألقى صاحب الجلالة تغمده الله برحمته خطابا تاريخيا وسط ما يفوق 200 ألف مواطن من سكان مدينة تطوان استهله بقوله : " وبالأمس عدنا من ديار فرنسا ووجهتنا عاصمة مملكتنا رباط الفتح لنزف منها إلى رعايانا بشائر الاستقلال ، واليوم نعود من رحلتنا من الديار الاسبانية ووجهتنا تطوان قاعدة نواحي مملكتنا في الشمال وتحت سماء هذه المدينة قصدنا أن يرن صوت الإعلان بوحدة التراب إلى رعايانا في جميع أنحاء المملكة وذلك رمزا إلى تتميم هذه الوحدة وتثبيتها في الحال ." وان أسرة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وهي تخلد هذه الملاحم التاريخية فإنما تهدف إلى إثراء الذاكرة التاريخية الوطنية وصيانتها والتعريف بفصول الكفاح الوطني لتستلهم الأجيال القادمة معاني الوطنية الخالصة لإذكاء قيم المواطنة والعمل المتواصل البناء إعلاء صروح المغرب الجديد، مغرب الحداثة والديموقراطية والنهضة الشاملة والتنمية المستدامة تحت القيادة الحكيمة لسليل الأكرمين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .