منذ أن شرعت المحطة الجهوية لإذاعة تطوان في بث برامجها على الموجة المتوسطة (284 ) مترا بذبذبة (1053 ) كيلوهردز سنة 1984 وتقلد آنذاك رئاستها الأستاذ الحسين بنحليمة الذي استطاع أن يبرز اسمها على المستوى الجهوي رغم كانت تبث برامجها لفترة وجيزة جدا لا تتعدى أربعة ساعات في اليوم من ( 8 صباحا إلى 12 صباحا ) فبرامجها كانت مقسمة بين ثلاثة أقسام : القسم الإسباني من الساعة الثامنة صباحا حتى التاسعة ومنها إلى العاشرة للقسم الريفي إلى غاية العاشرة صباحا ليشرع القسم العربي حتى غاية منتصف النهار ، فكانت برامجها متنوعة واستطاعت آنذاك بجلب عدد كبير من مستمعيها وكان يسهر على هذه البرامج الناجحة طاقم صحفي مكون من : مدير المحطة الأستاذ الحسين بنحليمة ويليه كل من : حميدة المايل أميمة الوزاني رضوان حمايدة مصطفى الذهبي محمد بنموسى ومصطفى عزمان ، هؤلاء منهم من أحيل على التقاعد ومنهم من وافته المنية رحمهم الله ، فيما القسم الريفي كان يسهر عليه كل من : محمد بودخيدوست واحمد التاعمانتي . فيما يخص الإسبانية كانت منقولة عن القناة الدولية بالرباط ، فإذاعة تطوان الجهوية حققت نجاحا بارزا رغم توفرها آنذاك على معدات تقنية جد بسيطة لكنها كانت تتوفر على معدات بشرية جد عالية ، وبعد تعيين مديرا جديدا بالمحطة السيد : سعيد رمضاني خلفا للأستاذ الحسين بنحليمة ، حافظ على منهجية الإذاعة بل زكاها بأسماء صحفية جديدة ويتعلق الأمر هنا بكل من : جليلة الحدفاوي بهيجة الشعيبي فاطمة عيسى نجمة العلمي الشملي ، المحطة انتجت العديد من البرامج المتنوعة الهادفة في الأساس للجهة ، وبعد تعيين السيد : عبدالسلام زيان مديرا لها خلفا لسعيد الرمضاني ، بدوره طور برامج الإذاعة وحولها من قناة محلية إلى شبه دولية بحكم خلطه لكل برامجها بالعربية والريفية دون تخصيص مدة زمنية لأي منهما كانا صحافيان في كل يوم يسهران على الميكرفون للتداول والتواصل مع المستمعين رغم غياب عدد مهم من الأصوات الصحافية التي غادرت المحطة ونخص بالذكر كل من : بهيجة الشعيبي التي انتقلت لإذاعة طنجة الجهوية بمعية فاطمة عيسى جليلة الحدفاوي لإذاعة الرباط الوطنية بمعية نجمة العلمي الشعبي وكذا سعيد رمضاني لكن المدة الزمنية للبث الإذاعي تغير حيث أصبح ست ساعات بذل أربعة ساعات ، وحتى موجات البث تغيرت إذ أصبحت تبث على موجة (ف م ) (93.7) والقمر الاصطناعي هود برد بذل الموجة الأرضية المتوسطة . وبعد عبدالسلام زيان حلت الأستاذة خديجة بقالي كمديرة للمحطة الجهوية ، والتي فرضت استعمال زمنها على المحطة وغيرت منهجيتها كاملة وخصصت مدة محدودة لكل اللغات فمن الساعة الثامنة صباحا إلى منتصف النهار للقسم العربي ومعظم وقته يذهب سدادا دون فائدة وأكبرهم البرنامج الصباحي المسمى ( صباح الخير تطوان ) ومدته ستون دقيقة دون فائدة فكان من الأجدر تقديم في هده المدة برامج مفيدة كقطاع الصيد البحري وما يعاني من مشاكل وبحكم جهتنا تزخر بهذا القطاع وذات وجهتان بحريتان وما تتوفر بها من موانئ صيد ، وكدا برامج مخصصة لقطاع التعليم وما يعني هذا القطاع من عدة مشاكل ، لكن مسؤولة بالمحطة لن تبال بهذا ربما لقلة الأطر الصحافية الذين غادروها إما للتقاعد كأمثال : حميدة المايل رضوان حمايدة أميمة الوزاني ، أو انتقالهم لمحطة الحسيمة الجهوية وهما : مصطفى الشيخي وأحمد أشوخي . برامج إذاعة تطوان الجهوية لم ترقى إلى مستوى تطلعات مستمعيها ولم تواكب التنافس الشديد بين هذه المحطة وبقية زملائها من جهة وحلفائها الخاصة فالجهة لم تعد تعتمد على برامج متهالكة ولا جدوى منها بل اهتمام ساكنة الجهة بما هو جديد وسبق صحفي وفي هذه الحالة والمتدنية في برامج إذاعة تطوان يغيرون المستمعين دبدباتهم المفضلة إما محطة طنجة الجهوية الغنية بالبرامج المنفعية والمتجددة على مدار الساعة أو البحث عن المحطات الخاصة ، فإذاعة تطوان في حاجة ليس للبرامج فحسب بل لمن ينتجها وأن تكون مدربة في الميدان الصحفي ، فيما يخص النشرات الإخبارية غالبيتها منقولة من المواقع الالكترونية . فعلى وزارة القطاع أن تأخذ بعين الاعتبار لمحطة اذاعة تطوان الجهوية والتدخل على وجه السرعة لإنقاذها من التأخر الإعلامي الحاصل بدهاليزها