بعد التداول اليومي لأخبار رحيل شبان إلى سوريا للقتال إلى جانب جبهة "النصرة" الإسلامية المتشددة، هاهم النساء يحتللن مرتبة أولى في ما يتم تداوله هاته الأيام بتطوان والضواحي، هجرة فتيات ونساء إلى سوريا خلقت رجة قوية وقلقا غير مسبوق داخل الأوساط التطوانية، وتخوفات حقيقية لدى بعض الأسر أكثر منها لدى المصالح الأمنية، التي لم تعد تستطيع إيقاف النزيف اليومي لهاته الهجرات نحو بلاد الشام، فما كادت تضبط "خارطة" تنقل الشباب حتى أصبح مؤكدا لها مغادرة النساء. ما لا يقل عن ثلاث نساء توجهن أخيرا إلى سوريا، هن متزوجات واحدة منهن سافرت برفقة زوجها مباشرة في شتنبر المنصرم، فيما اثنتان التحقتا في فترات متفرقة بزوجيهما الموجودين منذ مدة بجبهات القتال إلى جانب تنظيم القاعدة بسوريا. لكن مع ذلك يبقى الرقم الرسمي المقدم، رقم مؤقت بشكل كبير حيث المفاجآت قد تتوالى خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة. التوجه إلى سوريا لم يعد فرديا بل أصبح البعض يصحب معه زوجته وقد يكون الأبناء أيضا من المرافقين لآبائهم، فقد اختار محمد بن علي الذي كان يشتغل مياوما في مهن وحرف مختلفة، أن ترافقه زوجته في رحلته "الجهادية" إلى سوريا، فقد تأكد توجه المعني فعلا إلى جبهات القتال هناك في شتنبر الأخير برفقة زوجته المسماة "وفاء العزوزي" ،والمنتمين لنفس حي الأسرة الأولى بطبولة، وقد تأكد أنهما أيضا غادرا المغرب من مطار الدارالبيضاء في رحلة شكلية إلى تركيا، لكنها كانت في حقيقتها رحلة إلى سوريا للالتحاق بصفوف القاعدة هناك والقتال إلى جانب مجموعة النصرة. مقابل ذلك أصبح تعداد الشبان المهاجرين يتزايد، حتى إن الكثيرين لم يعودوا يصدقوا ما يسمعونه، بل منهم من يعتبر ذلك مجرد مزايدات فقط ومحاولات للتشويش على "الثورة السورية"، لكن الحقيقة مرة فعلا فلم يعد الإعلان عن سفر بعض الشبان "خرافيا" بل موثقا بالاسم والصورة في الغالب، وهو ما يؤكد فعلا خطورة الموضوع وجديته. فيوما بعد يوم يتجلى ذلك، فبعد خبر التحاق النساء الذي أصبح حديث الرأي العام بتطوان، هاهو الشاب "اشرف جويد" من مدينة المضيق ينضاف لتلك اللائحة التي بدأت تطول، والذي قالت مصادر مقربة منه إنه التحق بمجموعة حركة أحرار الشام الإسلامية في ريف إدلب، وإنه أصبح يلقب ب "أبو أنس الأندلسي". المصالح الأمنية بكل تشكيلاتها تجد نفسها في موقع لا تحسد عليه، خاصة المصالح الاستعلاماتية والاستخباراتية، التي أصبحت ملزمة بتأكيد أمر هجرة شبان مغاربة بالعشرات إلى سوريا، وها هم النساء يلتحقن بهم حاليا، وإن كانت غالبيتهن يلتحقن بالأزواج، فغدا قد تختلف الأمور وتلتحق العشرات من الراغبات في "جهاد النكاح"، الذي يشجع عليه فقهاء السلفية ومفتيهم، وكذلك المبالغ المالية التي تقدم لهاته الفتيات الراغبات في ممارسة هاته المهنة الجديدة، لكونها ليست مجانية كما تشير الكثير من المعلومات الواردة من هناك. مصطفى العباسي